الإبداع والتكنولوجيا.. من الماضي إلى الحاضر في عالم التصميم

لطالما كان الإبداع والابتكار حجر الأساس لأي مشروع بصري. ومع تطور التكنولوجيا، شهدت أدوات التصميم نقلة نوعية؛ فبينما كان العمل في الماضي يتطلب إتقان برمجيات معقدة مثل “أدوبي فوتوشوب” ويستهلك وقتًا وجهدًا كبيرين، تغيّرت الصورة تمامًا مع ظهور منصات حديثة مثل “كانفا”.
في بدايتها، استهدفت “كانفا” المستخدم العادي لتبسيط تجربة التصميم وتوفير حلول مرنة. ومع مرور الوقت، تطورت المنصة لتدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي أحدث ثورة في طريقة إنتاج الشعارات والرسومات والملصقات وحتى مقاطع الفيديو. واليوم بات الذكاء الاصطناعي جزءًا محوريًا في “كانفا”، يمنح المستخدمين نتائج احترافية بسرعة وسهولة غير مسبوقة.
من الفكرة إلى النجاح.. قصة “كانفا”
انبثقت فكرة “كانفا” من ميلاني بيركنز، المؤسِّسة المشاركة والرئيسة التنفيذية للشركة. أثناء تدريسها لمهارات التصميم باستخدام أدوات تقليدية مثل “فوتوشوب”، لاحظت بيركنز أن الطلاب يحتاجون إلى فصل دراسي كامل فقط لفهم أماكن الأزرار، ووصفت ذلك بـ”السخافة”. من هنا وُلدت فكرتها لإنشاء أداة أبسط وأكثر سهولة.
في 1 يناير/كانون الثاني 2013، أسست بيركنز مع كليف أوبرشت وكاميرون آدامز شركة “كانفا” في بيرث بأستراليا. ومنذ ذلك الحين، نمت المنصة بشكل مذهل لتصبح أداة التصميم المفضلة لملايين الأشخاص حول العالم، خاصة الشركات الناشئة والمستقلين والمدونين.
وبحسب تقرير “سي نت”، يستخدم “كانفا” اليوم أكثر من 220 مليون مستخدم نشط شهريًا، مع ما يزيد على 30 مليار تصميم منشأ، وهو متاح في أكثر من 190 دولة وبما يزيد على 100 لغة. هذه الانتشارية جعلت “كانفا” منافسًا قويًا لأدوات مثل Adobe Express وSnappa وVistaCreate وغيرها.
ماذا تقدم “كانفا”؟
توفر المنصة مكتبة ضخمة من القوالب والأدوات التي تسمح بإنشاء محتوى بصري متنوع يشمل:
- منشورات السوشيال ميديا والفيديوهات القصيرة.
- الشعارات وبطاقات العمل والكتيبات.
- الإنفوغرافيكس والعروض التقديمية والسير الذاتية.
- تصاميم الطباعة حسب الطلب مثل القمصان والأكواب والملصقات.
كما تمنح أدوات التخصيص المرنة إمكانية التحكم بالنصوص، الألوان، الأشكال، والمخططات، إضافة إلى مكتبة وسائط غنية. أما خاصية Brand Kit في النسخة الاحترافية، فهي أداة متقدمة لضمان اتساق الهوية البصرية للشركات.
تتميز “كانفا” أيضًا بقدرتها على العمل عبر الحوسبة السحابية، ما يسمح بالتخزين، والمشاركة، وتنزيل التصاميم بصيغ متعددة مثل PNG وJPG وPDF وSVG وMP4 وGIF. وهي متاحة على الأجهزة المكتبية والهواتف، مما يجعلها بديلًا مبسطًا للبرامج التقليدية الثقيلة مثل “فوتوشوب” و”إلستراتور”.
“الاستوديو السحري”.. دمج الذكاء الاصطناعي
في أكتوبر 2023، أطلقت “كانفا” Magic Studio، الذي يمثل نقلة نوعية في عالم التصميم. يجمع هذا الاستوديو أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتبسيط وتسريع سير العمل، بحيث يمكن إنشاء صور، فيديوهات، نصوص، ورسوم متحركة عبر أوامر بسيطة فقط.
تشمل هذه الأدوات:
- Magic Media: لتحويل النصوص إلى صور أو فيديو.
- Magic Edit: لتعديل أجزاء محددة من الصور.
- Magic Eraser: لإزالة عناصر غير مرغوب فيها.
- Magic Write: لتوليد النصوص والمحتوى.
- Magic Grab: لجعل الصور قابلة للتحرير.
- Magic Morph: لتحويل النصوص والرسوم بأوامر نصية.
- Magic Design: لإنشاء صور، فيديوهات، وعروض تقديمية جاهزة للتخصيص.
- Magic Animate: لإضافة حركات سلسة للنصوص والعناصر.
- Magic Switch: لتحويل نوع المحتوى أو ترجمته إلى أكثر من 30 لغة.
بين الإبداع والسلامة
رغم الإمكانيات الضخمة التي توفرها أدوات الذكاء الاصطناعي، تظل هناك تساؤلات حول الأصالة وحماية حقوق الملكية الفكرية. فـ”كانفا” تؤكد أنها لا تستخدم بيانات المستخدمين لتدريب أنظمتها دون موافقتهم، وقد خصصت 200 مليون دولار لدعم المبدعين خلال السنوات الثلاث المقبلة.
ويؤكد كاميرون آدامز، المؤسس المشارك لـ”كانفا”، أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلًا عن الإبداع البشري، بل “شريكًا داعمًا” يساعد الأفراد على تحويل أفكارهم إلى واقع بسرعة وكفاءة.
الخطط والأسعار
- الخطة المجانية: توفر أساسيات التصميم وقوالب محدودة.
- Canva Pro: تكلف 120 دولارًا سنويًا للفرد، مع ميزات متقدمة مثل Brand Kit، محتوى حصري، وأدوات الذكاء الاصطناعي.
- خطة الفرق: 100 دولار سنويًا لكل مستخدم (3 مستخدمين على الأقل).
- خطة المؤسسات: مصممة للشركات الكبيرة مع إمكانيات تعاون موسعة.
- خطط مجانية مخصصة للمدارس والمنظمات غير الربحية.
باختصار، أصبحت “كانفا” اليوم منصة شاملة تجمع بين السهولة، والذكاء الاصطناعي، والإبداع، لتجعل التصميم في متناول الجميع؛ من الهواة وحتى المحترفين، ومن الأفراد إلى المؤسسات الكبرى.