الرياضة

نشأت أكرم.. الموهبة العراقية التي لامست العالمية

في سجل كرة القدم العراقية، يبقى اسم نشأت أكرم علامة بارزة وواحدًا من أبرز النجوم الذين حملوا آمال الجماهير داخل العراق وخارجه. فقد امتلك لاعب الوسط الموهوب موهبة استثنائية جعلته ركيزة أساسية في منتخب “أسود الرافدين”، وكان قريبًا من تحقيق حلم تاريخي باللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز مع مانشستر سيتي، قبل أن تحول الظروف دون إتمام الصفقة.

من شوارع بغداد إلى النجومية

ولد نشأت في بغداد خلال حقبة صعبة تخللتها الحروب والعقوبات التي صنعت أجيالًا معتادة على التحدي والصبر.
وكغيره من أطفال تلك الحقبة، بدأ رحلته الكروية في الشوارع الشعبية، قبل أن يلفت الأنظار مبكرًا ويلتحق بنادي الشرطة وهو في الـ17 من عمره، حيث سرعان ما فرض نفسه أساسيًا وأصبح من أبرز المواهب الصاعدة.

بزوغ نجم في الخليج

بعد تألقه محليًا، شد نشأت الرحال إلى الملاعب الخليجية، حيث كتب فصولًا لامعة مع نادي الشباب الإماراتي.
وفي موسم 2006، تُوج بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإماراتي، متفوقًا على أسماء لامعة عربية وأجنبية، ليضع نفسه على خريطة النجوم الآسيويين البارزين.
كما خاض تجربة مميزة مع الغرافة القطري خلال موسم 2008-2009، حيث واصل تألقه في واحدة من أقوى الدوريات العربية آنذاك.

الحلم الضائع مع مانشستر سيتي

عام 2008 كان مفصليًا في مسيرة نشأت، إذ وقع عقدًا رسميًا مع مانشستر سيتي، واجتاز الفحوص الطبية، بل وشارك في التدريبات في انتظار الإعلان الرسمي.
لكن مسيرته نحو “البريميرليغ” توقفت فجأة، بعدما رُفض طلبه للحصول على تصريح العمل، بسبب وجود العراق خارج قائمة أول 70 منتخبًا في تصنيف “فيفا”.
ورغم محاولات النادي للاستئناف، بقي القرار على حاله، لتنهار الصفقة قبل أن تبدأ، وتتبخر واحدة من أكبر أحلام اللاعب.

تجربة أوروبية لم تكتمل

لم يفقد نشأت الأمل في الاحتراف الأوروبي، فانتقل إلى توينتي الهولندي تحت قيادة المدرب ستيف ماكلارين، حيث عاش أجواء مختلفة وتوج مع الفريق بلقب الدوري.
لكن التجربة لم تدم طويلًا، إذ رحل مبكرًا واعتبر لاحقًا أن قرار مغادرته كان “أكبر أخطائه”، مؤكدًا أنه لو تحلى بالصبر لكان كتب فصلًا أكثر إشراقًا في مسيرته.
كما خاض لاحقًا تجربة قصيرة في الدوري الصيني مع نادي داليان إيربين، غير أن الإصابات والمشاكل المالية مع النادي عجّلت بنهاية غير موفقة، وصلت إلى نزاع قضائي بين الطرفين.

المجد مع أسود الرافدين

رغم إخفاق حلمه الأوروبي، فإن إنجاز كأس آسيا 2007 يبقى الأجمل والأهم في مسيرته.
قاد نشأت رفاقه لتحقيق لقب تاريخي مع منتخب العراق، في بطولة شكلت لحظة فارقة أعادت البسمة لشعب أنهكته الحروب والانقسامات، وحوّلت ذلك الجيل الذهبي إلى أساطير خالدة في ذاكرة الجماهير.

بعد الاعتزال.. بين التحليل والطموح التدريبي

بعد أن طوى صفحة الملاعب، اتجه نشأت إلى التحليل الرياضي عبر القنوات التلفزيونية، كاشفًا في الوقت نفسه عن رغبته في نيل الرخص التدريبية وخوض تجربة جديدة على مقاعد التدريب.
ولا يخفي اللاعب السابق أن حلمه بالعمل في إنجلترا لا يزال قائمًا، ولو من بوابة مختلفة هذه المرة، ليواصل ارتباطه الدائم بالكرة التي جعلت اسمه رمزًا للموهبة العراقية.

زر الذهاب إلى الأعلى