الرياضة

تونس تحجز بطاقة التأهل إلى مونديال 2026 وسط فرحة عارمة وتحديات مستمرة

أثار تأهل منتخب نسور قرطاج إلى نهائيات كأس العالم 2026، بعد فوزه الصعب على غينيا الاستوائية (1-0) في مالابو لحساب الجولة الثامنة من التصفيات، موجة كبيرة من ردود الأفعال في الأوساط الرياضية والشعبية التونسية. الهدف الحاسم الذي سجله محمد علي بن رمضان في الدقائق الأخيرة من اللقاء منح تونس بطاقة التأهل السابعة في تاريخها، ليكون المنتخب الثاني من القارة الأفريقية الذي يحسم الصعود بعد المغرب.

ورغم المشوار المميز للتونسيين في المجموعة الثامنة بتحقيق سبعة انتصارات وتعادل وحيد وتصدرهم بـ22 نقطة، فإن مباراة مالابو حملت الكثير من التوتر، حيث واجه الدفاع التونسي ضغطاً كبيراً قبل أن ينجح بن رمضان في إنهاء الهجمة المنظمة التي قادها فراس شواط، ليكتب لحظة تاريخية جديدة في سجل المنتخب.

الفرحة لم تقتصر على أرض الملعب، بل امتدت إلى منصات التواصل الاجتماعي التي ضجّت بالتهاني والفخر بهذا الإنجاز، كما كان في استقبال البعثة التونسية عند عودتها إلى العاصمة حشد من الجماهير ووسائل الإعلام، في مشهد يعكس مكانة هذا الإنجاز في قلوب التونسيين.

التأهل الحالي يحمل طعماً خاصاً، خصوصاً أن المنتخب مر بفترات صعبة في العامين الماضيين، سواء على المستوى الفني بخروجه المبكر من كأس أمم أفريقيا 2024، أو على المستوى الإداري إثر أزمة الاتحاد التونسي لكرة القدم بعد عزل رئيسه السابق وديع الجريء وانتخاب معز الناصري خلفاً له. ورغم ذلك، نجح نسور قرطاج في إعادة الأمل للكرة التونسية، مع طموح بكسر عقدة الخروج المبكر من المونديال والعبور لأول مرة إلى الدور الثاني.

الجهاز الفني بدوره أكد أن الثقة لم تغب يوماً عن اللاعبين، حيث شدد المدرب المساعد حمادي الدو على أن “الإرادة والعزيمة والانضباط” كانت الأساس في حسم ورقة العبور، مشيراً إلى أن الانتصار على ليبيريا في جولة سابقة منح المنتخب أفضلية واضحة جعلت الطريق إلى المونديال أكثر أماناً.

كما حظي هذا الإنجاز بإشادة عالمية، إذ بعث رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو رسالة تهنئة للتونسيين، مشيداً بقدرة المنتخب على تقديم “نكهة خاصة” في المحافل الكبرى، مستحضراً الانتصار التاريخي على فرنسا في مونديال قطر 2022.

ورغم التاريخ الطويل لمشاركات تونس في كأس العالم منذ نسخة 1978، فإن الحلم الأكبر الذي يراود الجماهير لا يزال يتمثل في تخطي الدور الأول لأول مرة. ومع بقاء مباراتين أمام ساو تومي وبرينسيب وناميبيا، يسعى المنتخب إلى إنهاء التصفيات بأرقام قياسية بعد أن خاض ثماني مباريات سجل خلالها 13 هدفاً دون أن تهتز شباكه ولو مرة واحدة.

بهذا التأهل، تستعيد الكرة التونسية بريقها وتمنح جماهيرها جرعة أمل جديدة، وسط تطلعات بأن تكون نسخة 2026 محطة مختلفة في تاريخ نسور قرطاج، عنوانها الطموح الكبير والرهان على كتابة إنجاز غير مسبوق.

زر الذهاب إلى الأعلى