الأخبار الدولية

فرنسا وألمانيا تعززان الدفاعات الجوية لبولندا وسط تصاعد التوتر مع روسيا

أعلنت فرنسا وألمانيا، يوم الخميس، اتخاذ خطوات عاجلة لتعزيز قدرات الدفاع الجوي لبولندا، وذلك قبيل جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي دعت إليها وارسو عقب اختراق مجالها الجوي ليل الأربعاء بواسطة مسيّرات نسبت إلى روسيا، بينما نفت موسكو أي مسؤولية عن الحادث.

وأثار تسلل نحو 20 مسيّرة إلى الأجواء البولندية صدمة واسعة، دفعت وارسو إلى مطالبة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بزيادة الوجود العسكري على أراضيها، مؤكدة مع حلفائها أن الانتهاك كان متعمداً، في حين تواصل موسكو نفي هذه الاتهامات.

وفي استجابة أولية، أعلنت ألمانيا تمديد مشاركتها في مهمة الناتو لحماية الأجواء البولندية حتى نهاية العام، مع مضاعفة عدد مقاتلات يوروفايتر المنتشرة هناك إلى أربع طائرات. أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فأكد نشر ثلاث مقاتلات فرنسية إضافية لدعم حماية المجال الجوي البولندي والجناح الشرقي لأوروبا، مشدداً على أن الحلفاء “لن يخضعوا لترهيب روسيا المتزايد”.

من جانبها، طلبت بولندا رسمياً عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، المقررة اليوم الجمعة في نيويورك، حيث أوضح وزير خارجيتها رادوسلاف سيكورسكي أن الهدف هو “لفت انتباه العالم إلى هذا الهجوم غير المسبوق”، مؤكداً أن الحادثة تمثل اختباراً ليس لبولندا فقط بل للناتو بأسره على المستويين العسكري والسياسي. كما فرضت وارسو قيوداً على الملاحة الجوية قرب حدودها الشرقية كإجراء احترازي.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبدى تحفظاً على الموقف، معتبراً أن الانتهاك قد يكون وقع “عن طريق الخطأ”، لكنه أبدى “عدم رضاه عن الوضع برمته”. في المقابل، وصف حلف الناتو ما جرى بأنه “تصرف متهور” من جانب موسكو، بينما اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الحادثة “أخطر انتهاك للمجال الجوي الأوروبي منذ بداية الحرب”.

وعلى صعيد الدعم لأوكرانيا، أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، التي تزور كييف اليوم الجمعة في أول جولة خارجية لها، تقديم حزمة مساعدات إضافية بقيمة 142 مليون جنيه إسترليني (192.75 مليون دولار) لمواجهة تحديات فصل الشتاء.

في المقابل، حذرت موسكو على لسان المتحدثة باسم خارجيتها ماريا زاخاروفا بولندا من “عواقب خطواتها المدمرة”، داعية إلى إعادة النظر في قراراتها. كما نقلت وسائل إعلام روسية عن دبلوماسي بارز أن “الاتهامات لا أساس لها”، مشدداً على أن وارسو لم تقدم أدلة تثبت أن المسيّرات روسية.

المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اكتفى بالتأكيد على أن الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو “دائماً ما يوجهان اتهامات إلى روسيا من دون تقديم أي براهين”. أما الصين، الحليف الدبلوماسي لموسكو وعضو مجلس الأمن الدائم، فقد دعت جميع الأطراف إلى “الحوار والتشاور لحل الخلافات بطريقة مناسبة”، وفق ما صرح به الناطق باسم خارجيتها لين جيان.

زر الذهاب إلى الأعلى