الاحتلال يوسع عملياته في المغير: اعتقالات وتجريف أراضٍ واقتلاع مئات الأشجار

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الجمعة، بلدة المغير الواقعة شرق مدينة رام الله في وسط الضفة الغربية المحتلة، في إطار عملية عسكرية متواصلة لليوم الثاني على التوالي. وأفادت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية بأن سلطات الاحتلال أصدرت قرارًا يقضي باقتلاع أشجار مثمرة مزروعة على مساحة تقارب 300 دونم من أراضي البلدة.
وقال رئيس بلدية المغير، أمين أبو عليا، إن قوات الاحتلال اقتحمت عشرات المنازل، وعمدت إلى تجريف مساحات من الأراضي، ونهب أموال ومجوهرات ذهبية من بعض الأهالي، مشيرًا إلى أن قوات كبيرة من الجيش دفعت بتعزيزات عسكرية إضافية إلى داخل البلدة وفرضت منع التجول. وأضاف أن الجيش اعتقل ما لا يقل عن سبعة مواطنين، فيما تداول ناشطون مقاطع فيديو توثق عمليات تخريب وتدمير ممتلكات على أيدي الجنود.
وفي بيان صدر مساء الجمعة، أعلن جيش الاحتلال اعتقال شاب فلسطيني من سكان المغير في الثلاثينيات من عمره، بزعم تنفيذه عملية إطلاق نار قرب البلدة يوم الخميس، أدت إلى إصابة مستوطن قرب مستوطنة “ملاخي هشالوم”. وادعى البيان أن المعتقل قدّم، خلال التحقيق معه لدى جهاز “الشاباك”، معطيات تربطه مباشرة بالعملية، وأن قوات الاحتلال ضبطت المسدس الذي يُشتبه باستخدامه. وأكد أن العمليات العسكرية ستستمر داخل البلدة ضد ما وصفها بـ”أهداف تحريضية ونشاطات تخريبية معادية”.
من جانب آخر، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن قوات الاحتلال احتجزت أحد طواقمها ومركبة إسعاف على مدخل البلدة، واستولت على مفتاح المركبة بينما كان الطاقم في طريقه لنقل حالة ولادة من داخل المغير.
وفي السياق نفسه، أعلنت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أن سلطات الاحتلال أصدرت أمرًا عسكريًا جديدًا يحمل الرقم (25/25) يقضي باقتلاع أشجار على مساحة 297 دونمًا من أراضي المغير، بذريعة “دواعٍ أمنية”، مؤكدة أن القرار يأتي لخدمة مشاريع الاستيطان. وأوضح رئيس الهيئة، مؤيد شعبان، أن هذا القرار جزء من سياسة ممنهجة لتجريف الأراضي الفلسطينية والقضاء على أشجارها، مشيرًا إلى أن الهيئة رصدت منذ مطلع عام 2025 ما يقارب 18 أمرًا عسكريًا استهدفت إزالة الأشجار في مساحة تصل إلى 681 دونمًا في مناطق متفرقة من الضفة.
كما واصلت الجرافات الإسرائيلية، بحسب المصادر المحلية، عمليات تجريف واقتلاع الأشجار في مناطق الحجار ومرج الذهب وقلصون التابعة للبلدة.
يأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه الضفة الغربية تصاعدًا في الاعتداءات، حيث قتل الجيش الإسرائيلي والمستوطنون منذ بداية الحرب على غزة ما لا يقل عن 1015 فلسطينيًا، وأصابوا نحو سبعة آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 18 ألفًا وخمسمئة، وفق إحصاءات فلسطينية رسمية.