اقتصاد

شراكة صناعية جديدة بين أنقرة ودمشق.. إخراج أول عينة إنتاج مشترك وتوقيع 14 بروتوكول تعاون

شهدت العاصمة التركية أنقرة مطلع أغسطس/آب الجاري إخراج أول عينة إنتاج مشترك ضمن مشروع صناعي تركي–سوري، وذلك بحضور وزير الاقتصاد والصناعة السوري في الحكومة الجديدة نضال الشعار، ووزير الصناعة والتكنولوجيا التركي محمد فاتح كاجر، داخل مصنع “ميكست” (MEXT) الذي يعد من أبرز مراكز التكنولوجيا والابتكار في المنطقة الصناعية بالمدينة.

تعاون صناعي متنامٍ

يمثل هذا الإنجاز ثمرة تعاون صناعي متصاعد بين دمشق وأنقرة، في إطار مساعٍ لتعزيز التكامل الاقتصادي وتبادل الخبرات، بعد سلسلة من اللقاءات الرفيعة المستوى التي جمعت وفودًا حكومية من الجانبين خلال الأشهر الماضية.

وفي تصريح خاص للجزيرة نت، وصف الوزير السوري المشروع بأنه “خطوة أولى نحو شراكة إستراتيجية أوسع في مجالات التصنيع الذكي والتحول الرقمي”، مؤكدًا رغبة بلاده في الاستفادة من التجربة التركية المتقدمة في هذا الميدان.

رؤية مشتركة لإعادة الإعمار

خلال الزيارة، شارك الوفد السوري في عرض تقديمي موسع بالمنطقة الصناعية الأولى في أنقرة، حيث استعرض المسؤولون الأتراك تصوّرًا إستراتيجيًا للتعاون الصناعي مع سوريا. وركز العرض على إعادة بناء البنية التحتية الصناعية، وتطبيق مفاهيم “التحول الرقمي” و”التصنيع الذكي” في السياق السوري، بالاعتماد على خبرات تركيا في هذا المجال.

وفد رفيع المستوى

ضم الوفد الحكومي السوري نائب وزير الاقتصاد باسل عبد الحنان، ونائب وزير النقل، ومسؤولين من وزارة الطاقة، إلى جانب رؤساء غرف التجارة والصناعة وممثلين عن مجلس الأعمال السوري التركي. وشملت الجولة مدينتي أنقرة وإسطنبول، حيث أجرى الوفد لقاءات مع وزارتي الصناعة والتجارة التركية، وعدد من المجالس الاقتصادية كـمجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية ومجلس المصدرين، فضلًا عن جمعيات رجال الأعمال مثل “موسياد” و”آسكون”.

14 بروتوكول تعاون

تُوجت الزيارة بتوقيع 14 بروتوكول تعاون اقتصادي في مجالات الصناعة والطاقة والنقل والتحول الرقمي، إلى جانب اتفاقات لدعم البنية التحتية للمناطق الصناعية في سوريا بالاستفادة من الخبرات التركية. كما اتفق الطرفان على إنشاء مركز تقني جديد في سوريا بالتعاون مع مؤسسة “ميكست”، بهدف نقل تجربة التحول الرقمي الصناعي وتطوير القدرات الإنتاجية المحلية.

تواصل مع الجالية السورية

واختتم الوفد زيارته بلقاء موسع مع الجالية السورية في إسطنبول، نظمه مجلس الأعمال السوري التركي، وحضره مئات من رجال الأعمال والمهنيين والأكاديميين. وقد شكّل اللقاء منصة لبحث آليات التعاون مع السوريين في الخارج، وإشراكهم في جهود إعادة البناء داخل البلاد.

وأكد الوزير نضال الشعار خلال اللقاء أن “العنصر البشري يبقى الركيزة الأساسية لأي مشروع اقتصادي”، مشددًا على تطلع سوريا إلى مرحلة جديدة من النمو تقوم على تفعيل القدرات الوطنية في الداخل والخارج.

زر الذهاب إلى الأعلى