الصحة

اكتشاف علمي يفتح آفاقًا جديدة لعلاج أحد أنواع باركنسون

نجح فريق بحثي من جامعة ستانفورد في التوصل إلى آلية يمكنها وقف موت الخلايا العصبية، ما يمنح الأمل في تطوير علاج جديد لأحد أشكال مرض باركنسون الناتج عن طفرة جينية محددة. ونُشرت نتائج الدراسة مطلع يوليو/تموز الجاري في مجلة Science Signaling، وكتبت عنها مجلة نيوزويك الأميركية.

الدراسة ركزت على طفرة جينية تؤدي إلى زيادة في نشاط إنزيم يُعرف بـ كيناز التكرار الغني بالليوسين 2 (LRRK2)، والذي يتسبب في تعطيل قدرة الدماغ على حماية نفسه. وأظهر الباحثون أن تثبيط هذا الإنزيم يمكن أن يوقف الضرر العصبي ويمكّن الخلايا من استعادة وظائفها.

باركنسون والطفرة الجينية

يُعد مرض باركنسون من الاضطرابات العصبية التنكسية الأكثر شيوعًا، ويُعرف غالبًا بالرعشة أثناء الراحة. لكن علامات مبكرة قد تسبق ظهوره بنحو 15 عامًا، مثل الإمساك، فقدان حاسة الشم، واضطرابات نوم حركة العين السريعة. وتُعزى نحو 25% من الحالات إلى طفرات جينية، أبرزها الطفرات التي تزيد من نشاط إنزيم LRRK2.

ارتفاع نشاط هذا الإنزيم يؤدي إلى فقدان الخلايا العصبية ما يُعرف بـ”الأهداب الأولية”، وهي هوائيات دقيقة تتيح للخلايا استقبال الإشارات الكيميائية. ومع اختفائها، تفقد الخلايا قدرتها على إنتاج عوامل الحماية العصبية، لتبدأ رحلة موتها البطيء.

تجربة دوائية واعدة

اختبر فريق ستانفورد تأثير مثبطات إنزيم LRRK2 على فئران تحمل الطفرة الجينية، إذ أعطيت العلاج لفترة قصيرة في البداية دون نتائج ملموسة. لكن عند إطالة فترة العلاج إلى ثلاثة أشهر، أظهرت الفئران استعادة واضحة لقدرة الخلايا العصبية على إنماء الأهداب الأولية مجددًا، بما سمح بإعادة التواصل بين الخلايا الدوبامينية والمخطط الدماغي.

كما لاحظ الباحثون تحسنًا في إفراز عوامل الحماية العصبية، وانخفاضًا في إشارات الضغط الصادرة عن الخلايا الدوبامينية، إضافة إلى تضاعف كثافة النهايات العصبية المسؤولة عن إفراز الدوبامين، ما يشير إلى تعافي الخلايا التي كانت على وشك الموت.

آفاق مستقبلية

تقول البروفيسورة سوزان فيفر، مؤلفة الدراسة وأستاذة الكيمياء الحيوية بجامعة ستانفورد: “تشير النتائج إلى إمكانية تحسين حالة مرضى باركنسون، وليس الاكتفاء بإبطاء تقدم المرض كما هو الحال في العلاجات الحالية”.

ويفتح هذا الاكتشاف الباب أمام تطوير علاجات تستهدف الآليات الجزيئية للمرض، مع التركيز على استعادة الخلايا العصبية وظيفتها بدلاً من الاكتفاء بتخفيف الأعراض.

زر الذهاب إلى الأعلى