لكصر… مقاطعة عريقة تواجه زحف ورشات إصلاح السيارات وتغير ملامحها العمرانية
نواكشوط – وكالة الفتح الإخبارية
تواجه مقاطعة لكصر، إحدى أقدم مقاطعات العاصمة نواكشوط، تحديًا عمرانيًا وبيئيًا متزايدًا نتيجة الانتشار الواسع لورش إصلاح السيارات، المعروفة محليًا بـ”المرآبات”، ما أدى إلى تغيرات واضحة في ملامحها السكنية والتاريخية.
وتُعد لكصر من أعرق المقاطعات الموريتانية، حيث احتضنت أولى المؤسسات الحكومية ومساكن كبار المسؤولين عند تأسيس العاصمة في ستينيات القرن الماضي. وظلت لسنوات القلب الإداري النابض للبلاد، تحتضن رموز الدولة ومرافقها الحيوية، وتحظى برمزية خاصة في الذاكرة الوطنية.
غير أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعًا في الكثافة السكانية الأصلية، حيث غادر العديد من السكان الأحياء القديمة، تاركين خلفهم فضاءات مفتوحة استُغلت لاحقًا لإقامة ورش إصلاح السيارات ومخازن للقطع، ما أفرز تحولًا تدريجيًا لطبيعة الحي من سكني إلى صناعي غير منظم.
وقد أعرب عدد من سكان المقاطعة والمهتمين بالشأن الحضري عن قلقهم من التأثير السلبي لهذه الظاهرة على البيئة والمظهر العام، فضلًا عن اختلالات في التوازن بين النشاط الاقتصادي العشوائي والمجال السكني، ما يهدد بفقدان المقاطعة لهويتها الأصلية. وطالب هؤلاء الجهات المعنية، خصوصًا بلدية لكصر والسلطات الإدارية بولاية نواكشوط الغربية، بوضع خطة عاجلة لتنظيم النشاط الحرفي، وإعادة الاعتبار للطابع العمراني والتاريخي للمقاطعة، حفاظًا على ما تبقى من رمزية وأصالة هذا الفضاء الحضري العريق.