أوكامبو: اغتيال صحفيي غزة جريمة لحرمان العالم من الحقيقة ومطالبات دولية بمحاسبة إسرائيل

أكد لويس مورينو أوكامبو، المدعي العام الأسبق للمحكمة الجنائية الدولية، أن اتهامات إسرائيل للشهيد أنس الشريف والتحريض ضده “لا يمكن تصديقها”، مشددًا على أن العالم ما كان ليعرف حقيقة ما يجري في قطاع غزة لولا تضحيات الصحفيين الذين اغتيلوا هناك.
وتواصلت الإدانات الدولية لجريمة اغتيال فريق قناة الجزيرة، التي أسفرت عن استشهاد الصحفي أنس الشريف وزميله محمد قريقع، والمصورين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل، إضافة إلى الصحفيين مؤمن عليوة ومحمد الخالدي.
ووصف أوكامبو استهداف الصحفيين بأنه “حرمان للعالم من نعمة البصر”، داعيًا صحفيي العالم إلى تبني قضية زملائهم في غزة وجعلها قضية إنسانية عالمية. وأشار إلى أن “إسرائيل، المدعومة من الولايات المتحدة وألمانيا، تقصف المدنيين في غزة”، معتبرًا ذلك مأساة كبرى، خاصة وأن الولايات المتحدة وعدت بأن تكون حامية للنظام العالمي، لكنها وقفت ضد تأسيس المحكمة الجنائية الدولية وتعهدت بحماية أطراف معينة. وانتقد أوكامبو دعم بلاده الأرجنتين لتلك السياسات التي وصفها بـ”الضالة”، داعيًا إلى إعادة النظام إلى العالم قبل أن يؤدي الاقتتال إلى “نهاية البشرية”.
وفي ظل تصاعد المطالبات بمحاسبة المسؤولين عن جريمة استهداف خيمة الصحفيين قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة، أعلنت مؤسسة هند رجب تقديم شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد المتورطين في اغتيال أنس الشريف وزملائه، متهمة ستة من قادة الجيش الإسرائيلي بالمشاركة في العملية التي جرت ليلة الأحد في غزة.
وعلى الصعيد الدولي، أعربت المملكة المتحدة عن قلقها البالغ إزاء استهداف الصحفيين في غزة، حيث شدد جيمس كاريوكي، القائم بأعمال المندوب البريطاني في مجلس الأمن، على ضرورة إجراء تحقيق شامل ومستقل، مؤكدًا أن القانون الإنساني الدولي يحظر استهداف الصحفيين تحت أي ظرف.
كما أدانت وزارة الخارجية الفرنسية الغارة الإسرائيلية التي أودت بحياة الفريق الصحفي أثناء تأدية مهامهم، معبرة عن قلقها العميق من الخسائر الكبيرة في صفوف الصحفيين، وداعية السلطات الإسرائيلية لضمان وصول الصحفيين الدوليين بأمان ودون قيود إلى قطاع غزة، وتمكينهم من أداء عملهم بحرية واستقلالية لتوثيق وقائع الصراع.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فقد ارتفع عدد الشهداء الصحفيين منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 237 صحفيًا، في ظل ما يصفه الفلسطينيون بـ”الإبادة الجماعية” التي تمارسها إسرائيل ضد سكان القطاع.