ضربات إيليا توبوريا تُشعل الجدل بعد فوزه على أوليفيرا في “UFC 317″… ومتابعون يصفونها بالمشروعة والضرورية

لا يزال الجدل محتدمًا حول الضربة القاضية التي وجهها المقاتل الإسباني إيليا توبوريا لخصمه البرازيلي تشارلز أوليفيرا خلال بطولة “UFC 317” للفنون القتالية المختلطة، لا سيما بعدما واصل توبوريا توجيه “لكمات متابعة” رغم أن أوليفيرا بدا فاقدًا للوعي.
ففي الجولة الأولى، أسقط توبوريا خصمه بضربة قاضية قوية، ثم عاجله بلكمتين إضافيتين حاسمتين، قبل أن يتدخل الحكم مارك غودارد بسرعة لإيقاف النزال في الدقيقة 2:27 من الجولة الأولى.
هذا المشهد أثار غضب عدد من المتابعين غير المنتظمين لرياضات القتال، الذين وصفوا ضربات توبوريا المتتابعة بأنها “غير إنسانية”، خاصة أنه استخدم أسلوب “ضرب المطرقة” – وهو تسديد لكمة مغلقة من أعلى إلى أسفل – بهدف دفع الحكم إلى إنهاء المواجهة. ووصلت الانتقادات إلى مستويات غير معتادة، إذ أعرب مؤثرون وسياسيون وصحفيون عن استيائهم مما وصفوه بـ”التصرف المشين”.
في المقابل، أكدت جهات عدة أن ما قام به توبوريا قانوني تمامًا، بل ويُعتبر ممارسة شائعة ومبررة في رياضات الفنون القتالية المختلطة. وقد دافعت صحيفة أس الإسبانية عن تصرفه، معتبرة أن طريقة إنهاءه للنزال كانت قانونية بل وأقل خطرًا من أساليب مشابهة في رياضات تلامسية أخرى.
لماذا تُعد ضربات المتابعة قانونية وفي بعض الأحيان أكثر أمانًا؟
- طبيعة رياضة الفنون القتالية المختلطة: الهدف في هذه الرياضة هو إنهاء النزال عبر ضربة قاضية أو استسلام، بعكس الملاكمة التي تمنح مهلة للحكم لعدّ المقاتل بعد السقوط.
- مسؤولية الحكم: الحكم هو الجهة الوحيدة المخولة بإنهاء النزال. وعلى المقاتل أن يستمر حتى يتدخل الحكم رسميًا، خاصة إذا لم يكن متأكدًا من وعي الخصم.
- السلامة أولًا: لكمات المتابعة تُسرّع تدخل الحكم وتمنع احتمال استعادة الخصم لوعيه ومواصلة القتال، وهو ما قد يؤدي إلى إصابات أخطر.
- تقليص الضرر: على عكس ما قد يُعتقد، فإن استمرار النزال دون تدخل سريع قد يُعرّض المصارع لمزيد من الضربات. أما المتابعة الحاسمة، فهي تسرّع إيقاف القتال وبالتالي تقلل فترة التعرض للضرر.
سياق تاريخي
في بعض الرياضات القتالية التقليدية، اعتاد المقاتلون التوقف عن الضرب عندما يشعرون أن الخصم قد انتهى. لكن في بيئة الفنون القتالية المختلطة، حيث يمكن أن تنقلب النتائج في ثوانٍ، تُعدّ الحسم السريع والتدخل الرسمي من الحكم ضرورة لضمان العدالة والسلامة.
في النهاية، يبدو أن ما فعله توبوريا ينسجم مع قواعد اللعبة وروحها التنافسية، حتى وإن بدا قاسيًا لمن لا يتابع هذه الرياضة عن كثب.