تحذير طبي من موضة “إغلاق الفم أثناء النوم”: خطر الاختناق يفوق الفوائد المحتملة

كشفت مراجعة علمية شاملة لنتائج 10 دراسات سابقة أن عادة إغلاق الفم أثناء النوم – التي انتشرت مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي – قد تنطوي على مخاطر صحية جسيمة، أبرزها خطر الاختناق، دون وجود أدلة قوية تدعم فعاليتها في علاج اضطرابات التنفس الليلي.
وأُجريت هذه المراجعة من قبل الدكتور برايان روتنبرغ وزملائه من جامعة ويسترن في أونتاريو بكندا، ونُشرت نتائجها في دورية PLOS One بتاريخ 21 مايو/أيار، كما أشار إليها موقع “يوريك أليرت”.
لماذا يتنفس الناس من الفم أثناء النوم؟
عادة ما يتحول التنفس من الأنف إلى الفم عندما تكون المجاري التنفسية الأنفية مسدودة. ويرتبط التنفس الفموي بعدد من اضطرابات النوم، تتراوح من الشخير الخفيف إلى انقطاع النفس الانسدادي النومي، وهي حالة يتوقف فيها التنفس بشكل متكرر أثناء النوم.
وانتشرت مؤخراً موضة “إغلاق الفم أثناء النوم” باستخدام شريط لاصق، في محاولة للحد من التنفس الفموي وتحسين جودة النوم، لكن هذه الممارسة – التي رُوج لها على نطاق واسع من قبل مؤثرين ومشاهير – لم تثبت سلامتها أو فعاليتها بعد.
نتائج المراجعة العلمية
راجع الباحثون 10 دراسات سابقة استخدمت تقنيات متنوعة لتقييم تأثير إغلاق الفم – سواء باستخدام الشريط اللاصق أو أدوات أخرى مثل أحزمة الذقن – على 213 مريضاً يعانون من اضطرابات النوم.
وأظهرت النتائج أن دراستين فقط من أصل عشر أظهرتا تحسناً طفيفاً في مؤشر انقطاع النفس لدى أشخاص يعانون من حالات خفيفة من انقطاع النفس الانسدادي النومي، بينما لم تجد الدراسات الأخرى أي فائدة تذكر لهذه الممارسة في علاج اضطرابات التنفس أثناء النوم.
مخاطر حقيقية تهدد الصحة
أشارت 4 من الدراسات إلى احتمال تعرض الأشخاص لخطر الاختناق نتيجة إغلاق الفم أثناء النوم، خاصة إذا كانوا يعانون من انسداد شديد في المجاري التنفسية الأنفية نتيجة حالات مثل التهاب الأنف التحسسي، انحراف الحاجز الأنفي، التهاب الجيوب المزمن، أو تضخم اللوزتين.
وبناءً على هذه النتائج، خلُص الباحثون إلى أن الأدلة العلمية الحالية لا تبرر استخدام الشريط اللاصق كوسيلة لعلاج اضطرابات النوم، محذرين من أنه قد يشكل تهديداً مباشراً على الصحة، خصوصاً لمن يعانون من مشاكل تنفسية أنفية مزمنة.
توصية الباحثين
وقال الفريق البحثي:
“رغم الشعبية التي تحظى بها هذه الممارسة في وسائل الإعلام وبين بعض المشاهير، فإنها لا تستند إلى أسس علمية راسخة. كثير من الأشخاص لا تناسبهم هذه الطريقة، وقد تسبب لهم ضرراً بدلاً من الفائدة”.
الخلاصة
رغم ما يُشاع حول فوائد “إغلاق الفم أثناء النوم”، تؤكد الأدلة المتوفرة أنه ليس علاجاً فعالاً لاضطرابات التنفس أثناء النوم، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات خطيرة على الجهاز التنفسي، مما يستدعي التوقف عن هذه الممارسة، واستشارة مختصين قبل اعتماد أي حلول ذات طابع طبي.