دراسة: سجائر “البود” الإلكترونية أكثر تسببًا في الإدمان من علكة النيكوتين

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة فرجينيا الغربية أن السجائر الإلكترونية الحديثة من نوع “البود” (Pod-style) تُعد أكثر تسببًا في الإدمان من علكة النيكوتين، ما يعزز المخاوف بشأن تأثير هذه الأجهزة على فئة الشباب والمراهقين. ونُشرت نتائج الدراسة في دورية Nicotine & Tobacco Research بتاريخ 20 مايو/أيار الماضي، وتناولها موقع EurekAlert العلمي.
نيكوتين بتركيزات عالية.. واستهداف للفئات غير المدخنة
منذ دخولها الأسواق عام 2003، شهدت السجائر الإلكترونية انتشارًا واسعًا، لا سيما بين المراهقين والبالغين الشباب في الولايات المتحدة. وتُشير الإحصائيات إلى أن نسبة كبيرة من مستخدمي هذه الأجهزة لم يسبق لهم استخدام منتجات تبغ تقليدية بانتظام. إذ أقر نحو ثلث البالغين المستخدمين لهذه الأجهزة بعدم وجود تاريخ سابق لهم مع التدخين، وترتفع هذه النسبة إلى أكثر من 50% بين الفئة العمرية من 18 إلى 24 عامًا.
ويُعزى ذلك جزئيًا إلى ظهور أجهزة “البود” خلال العقد الماضي، سواء بصيغ قابلة لإعادة الاستخدام أو للاستعمال لمرة واحدة، والتي تعتمد على أملاح النيكوتين بتركيزات عالية، ما يجعلها أكثر كفاءة في إيصال النيكوتين مقارنة بالإصدارات السابقة من السجائر الإلكترونية.
مقارنة مباشرة بين تأثير السجائر الإلكترونية وعلكة النيكوتين
في إطار الدراسة، قارن الباحثون تأثير السجائر الإلكترونية من نوع “البود” مع تأثير علكة النيكوتين على مجموعة من البالغين دون سن 25 عامًا، جميعهم من مستخدمي السجائر الإلكترونية المنتظمين، لكن دون تاريخ منتظم في تدخين السجائر القابلة للاحتراق.
وطُلب من المشاركين الامتناع عن استهلاك أي منتج يحتوي على النيكوتين طوال الليل، قبل إجراء تجربة خاضوا خلالها جلسات استخدام السيجارة الإلكترونية الخاصة بهم أو مضغ علكة نيكوتين (حقيقية أو وهمية) لمدة 30 دقيقة. وشملت التقييمات قياس الرغبة الشديدة، والأعراض الانسحابية، ومدى الرضا، ودرجة النفور أو الراحة النفسية الناتجة عن كل منتج.
نتائج حاسمة: “البود” يتفوق على العلكة
أظهرت النتائج أن أجهزة “البود” كانت أكثر فعالية في تقليل الرغبة الشديدة في النيكوتين وتخفيف أعراض الانسحاب، كما منحت المشاركين رضا أكبر مقارنة بعلكة النيكوتين، سواء الفعالة أو الوهمية.
ويُرجّح الباحثون أن هذه الأجهزة تكتسب جاذبيتها العالية بسبب أملاح النيكوتين، التي تقلل من الطعم المُرّ أو الحارق المرتبط بتركيزات النيكوتين العالية، ما يجعل تجربة التدخين الإلكتروني أكثر سلاسة، وأكثر قدرة على التسبب في الإدمان.
تحذير من خطر الإدمان لدى الشباب
وفي تعليقها على نتائج الدراسة، قالت أندريا ميلستريد، الباحثة الرئيسية في الفريق، إن السجائر الإلكترونية الحديثة تمتلك قدرة عالية على التسبب في الإدمان، خصوصًا بين فئات لم تكن معتادة على التدخين التقليدي، مشيرة إلى أن المراهقين والبالغين الشباب هم الأكثر عرضة لهذا الخطر.
خلاصة
تلقي هذه الدراسة الضوء على التغيرات المتسارعة في أنماط استهلاك النيكوتين، وتثير تساؤلات جوهرية حول كيفية تعامل الجهات الصحية والتنظيمية مع الجيل الجديد من منتجات التدخين، لا سيما تلك التي تروج لنفسها كبدائل “أقل ضررًا”، بينما قد تحمل في طياتها قدرة مضاعفة على خلق الإدمان لدى فئات عمرية حساسة.