الصحة

اختبار جديد أكثر دقة من الكوليسترول في كشف مخاطر أمراض القلب

توصل فريق من الباحثين من جامعات أوروبية مرموقة بالتعاون مع جامعة هارفارد الأميركية إلى نتائج واعدة في مجال تقييم مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، من خلال دراسة جديدة نشرت في مجلة القلب الأوروبية (European Heart Journal) بتاريخ 28 أبريل/نيسان 2025، وأبرزها موقع EurekAlert العلمي.

اختبار أدق من الكوليسترول التقليدي

الدراسة كشفت أن هناك اختبارات تقدم تقييماً أكثر دقة لخطر الإصابة بأمراض القلب مقارنة بفحص الكوليسترول التقليدي المعتمد حالياً. وأوصى الباحثون بالاعتماد على قياس مستويات بروتين “أبوليبوبروتين بي” (Apolipoprotein B) و**”البروتين الدهني (a) Lipoprotein a”**، لما لهما من دقة أعلى في تحديد كمية الجزيئات الضارة المرتبطة بالكوليسترول في الدم.

هذان الفحصان ليسا بالجديدين، فهما متاحان في معظم المختبرات حول العالم، لكن الدراسة أعادت تسليط الضوء عليهما باعتبارهما أدوات تشخيصية فعالة يمكن أن تتفوق على الفحص التقليدي للكوليسترول، خاصة في الحالات التي يُحتمل فيها أن يُقلل الفحص العادي من تقدير درجة الخطر.

ما الفرق بين الفحوص؟

يوضح الدكتور جايكوب مورزه، الباحث المشارك في الدراسة وزميل ما بعد الدكتوراه في جامعة تشالمرز السويدية، أن فحص الكوليسترول الكلي لا يعكس بدقة عدد جزيئات الكوليسترول الضار في الجسم، مما قد يؤدي إلى تشخيص ناقص أو خاطئ لبعض الحالات. أما فحص Apolipoprotein B فيعطي قراءة أدق للعدد الإجمالي للبروتينات الدهنية التي تحمل الكوليسترول الضار (LDL)، والتي تترسب على جدران الشرايين.

البروتينات الدهنية ودورها في صحة القلب

تنقسم البروتينات الدهنية في الدم إلى أربعة أنواع رئيسية:

  1. LDL (البروتين الدهني منخفض الكثافة) – يُعرف بالكوليسترول الضار لأنه يترسب على جدران الأوعية الدموية.
  2. VLDL (البروتين الدهني منخفض الكثافة جداً) – يساهم كذلك في تكوين اللويحات الدهنية.
  3. Lipoprotein a – يرتبط بالعوامل الوراثية ويُعد من عوامل الخطر المهملة غالباً.
  4. HDL (البروتين الدهني عالي الكثافة) – يُعرف بالكوليسترول الجيد، لدوره في إزالة الكوليسترول الزائد من الدم ونقله إلى الكبد.

وتكمن خطورة الأنواع الضارة في أنها تلتصق بجدران الشرايين، ما يؤدي إلى تضييقها وتصلبها، وهي الأسباب الرئيسية وراء أمراض القلب والأوعية الدموية.

أهمية التغيير في نمط الحياة

تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن أمراض القلب والأوعية الدموية لا تزال السبب الأول للوفيات عالمياً. ومع ذلك، يمكن الوقاية من الغالبية العظمى من هذه الحالات من خلال:

  • الامتناع عن التدخين
  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن
  • ممارسة النشاط البدني بانتظام

خلاصة

تدعو هذه الدراسة إلى تبني أدوات تشخيصية أكثر دقة في التنبؤ بمخاطر الإصابة بأمراض القلب، لاسيما في ظل توفر هذه الفحوص في المختبرات الطبية. كما تعزز أهمية الدمج بين التكنولوجيا الطبية والوعي بنمط الحياة الصحي للحد من معدلات الإصابة والوفيات الناتجة عن أمراض القلب.

زر الذهاب إلى الأعلى