هجوم بطائرتين مسيّرتين على سفينة “الضمير” التابعة لأسطول الحرية قرب مالطا

أفادت مصادر في تحالف “أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة” أن سفينة تابعة له تعرضت مساء أمس لهجوم بطائرتين مسيّرتين يُرجّح أنهما إسرائيليتان، وذلك أثناء إبحارها في المياه الدولية بالقرب من مالطا. وأكد المنظمون والسلطات المالطية عدم وقوع إصابات بين الناشطين الثلاثين الذين كانوا على متن السفينة، والتي تحمل اسم “الضمير”.
ونقل مراسل الجزيرة نت، زيد أسليم، عن زاهر البيراوي، رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، أن المعلومات الأولية تشير إلى أن الهجوم تسبّب في اندلاع حريق بأحد أجزاء السفينة، محمّلًا إسرائيل المسؤولية الكاملة عن أي ضرر يلحق بالركّاب. ودعا البيراوي السلطات المالطية إلى التحرك السريع وفق القانون الدولي، نظرًا لوقوع الهجوم ضمن نطاق مسؤوليتها البحرية.
وفي بيان رسمي، اتهم منظمو الحملة إسرائيل أو أحد حلفائها بالوقوف وراء الهجوم، مشيرين إلى أن سفينة إغاثة انطلقت من جنوب قبرص استجابت لنداء الاستغاثة الذي أطلقه قبطان “الضمير”، وساهمت في السيطرة على الحريق.
من جهتها، أعلنت السلطات المالطية أنها تعاملت مع نداء الاستغاثة وساعدت في إخماد الحريق الذي اندلع في محرك السفينة بالمياه الدولية قبالة سواحلها.
تفاصيل الهجوم
وأوضحت مراسلة الجزيرة، مينة حربلو، نقلاً عن متحدث باسم الأسطول، أن الطائرتين المسيّرتين نفذتا ضربتين، استهدفت إحداهما مولّد الكهرباء، ما أدى إلى احتراق مقدمة السفينة وإصابة هيكلها بأضرار جسيمة.
ونشر منظمو “أسطول الحرية” مقطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي يُظهر ألسنة اللهب على متن السفينة فور استهدافها بعد منتصف الليل. كما أكدت الناشطة الدولية نيكول جينيس في تصريحات لقناة الجزيرة أن الهجوم نُفّذ بواسطة طائرتين مسيّرتين.
وفي السياق ذاته، نقلت شبكة “سي إن إن” عن المتحدثة الإعلامية باسم التحالف أن إحدى الضربات أحدثت ثقبًا في هيكل السفينة، وأنها كانت على وشك الغرق قبل التدخل السريع لإخماد النيران وإنقاذ من كانوا على متنها.
وأوضحت المتحدثة الإعلامية أن السفينة أرسلت عدة نداءات استغاثة لم تتلقَّ ردًا سوى من السلطات القبرصية، التي أرسلت بدورها سفينة إغاثة. وأضافت المراسلة مينة حربلو أن السفينة كانت راسية في المياه الدولية بسبب مشاكل تقنية، بعضها يتعلق بالتأمين، وأن الهجوم وقع أثناء وجودها هناك.
وكان من المقرر أن تنقل “الضمير” ناشطين من مختلف أنحاء العالم ومساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، إلا أن السلطات المالطية رفضت السماح للسفينة بالرسو لتحميل الناشطين، الأمر الذي أثار احتجاجات من قبل منظمي الحملة.
يُذكر أن تحالف أسطول الحرية كان يخطط منذ العام الماضي لتسيير قوافل بحرية انطلاقًا من عدة دول بينها تركيا وليبيا لنقل المساعدات إلى غزة، وسط تهديدات متكررة من إسرائيل باستخدام القوة لمنع أي سفن من الوصول إلى القطاع، كما سبق أن هاجمت سفينة “مرمرة” التركية ضمن الأسطول ذاته عام 2010، ما أسفر عن استشهاد عشرة ناشطين أتراك.
ردود فعل فلسطينية
من جانبها، نددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالهجوم، واعتبرته “قرصنة بحرية وإرهاب دولة”، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على انتهاكاته. كما أشادت بجهود طاقم السفينة وكل الناشطين المشاركين في الحملة، داعيةً إلى مواصلة العمل لكسر الحصار.
وفي السياق ذاته، وصفت حركة الجهاد الإسلامي الهجوم بأنه “استخدام للتجويع كسلاح حرب”، معتبرةً أن استهداف سفينة إنسانية يعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية والقيم الإنسانية.
كما استنكرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولجان المقاومة استهداف السفينة، ووصفتا الحادث بأنه “قرصنة بحرية تعبّر عن الفاشية والإجرام الإسرائيلي المستمر ضد الشعب الفلسطيني وأنصاره في العالم”.