موريتانيا تُطلق موسماً ثقافياً وسياحياً شاملاً وتُقرّ تعديلات على الميزانية وتعزز خطط الطاقة والزراعة والمياه

أكد معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، والناطق باسم الحكومة، السيد الحسين ولد مدو، أن جميع عواصم الولايات الموريتانية ستشهد، خلال الفترة ما بين 2 أغسطس و2 سبتمبر 2025، تنظيم أنشطة ثقافية وسياحية متنوعة، بالإضافة إلى إقامة 40 مهرجاناً ثقافياً ضمن خطة وطنية لتعزيز السياحة الداخلية.
وأشار معاليه، خلال المؤتمر الصحفي المنعقد مساء الثلاثاء في نواكشوط عقب اجتماع مجلس الوزراء، إلى أن هذه التظاهرات تأتي استجابة لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الداعية إلى قضاء العطلة الصيفية داخل الوطن لاكتشاف المقدرات السياحية الوطنية، وتعزيز أواصر التواصل الاجتماعي.
وأوضح الوزير أن عدة قطاعات حكومية عقدت شراكات استراتيجية لإنجاح الموسم السياحي، من بينها وزارات الثقافة، التجارة، البيئة، الداخلية، والسياحة. وقد انطلقت أولى الفعاليات من مدينة أطار تزامناً مع موسم “الكيطنة”، على أن تتواصل في مدينة كيفه يومي 26 و27 يوليو، تليها لعيون في 12 أغسطس، ثم ألاك يومي 16 و17 من الشهر ذاته.
تعديل الميزانية: زيادة في الإيرادات وتحكّم بالعجز
من جانبه، أعلن معالي وزير الاقتصاد والمالية، السيد سيد أحمد ولد أبوه، أن التعديل الجديد على ميزانية 2025 يعكس تحسناً في تحصيل الإيرادات التي بلغت 6.46 مليار أوقية، وهو ما يُظهر نجاعة السياسة الضريبية الحالية، إذ ارتفعت نسبة التحصيل إلى 50.48% مقارنة بـ47% في الفترة ذاتها من العام الماضي.
وأوضح الوزير أن الميزانية المعدلة سجلت ارتفاعاً في النفقات بنسبة 2.5%، من 116 ملياراً إلى 119 مليار أوقية، مع المحافظة على نسبة عجز منخفضة بلغت 0.44%، وانخفاض التضخم إلى 2.5% بدلاً من 4% المتوقعة سابقاً.
وتتضمن التعديلات المالية الجديدة زيادة ضريبة الاستهلاك من 29% إلى 47%، وفرض 100 أوقية إضافية على كل علبة سجائر، بالإضافة إلى رفع الضرائب على الإسمنت، وحديد البناء، والمياه، والحليب. كما تم تخصيص 1.5 مليار أوقية إضافية للأجور بهدف دعم الاكتتابات الجديدة في قطاعات الصحة والتعليم والتكوين المهني، إلى جانب استحداث سلطتين: واحدة لمكافحة الفساد وأخرى لتنظيم الأسواق المالية (بورصة نواكشوط).
الكهرباء: خطة وطنية لتحسين الخدمة وبنية تحتية جديدة
فيما أوضح معالي وزير الطاقة والنفط، السيد محمد خالد، أن انقطاعات الكهرباء في العاصمة خلال الأسابيع الماضية تعود إلى أسباب بنيوية تشمل تهالك الشبكة والتوسع العمراني، بالإضافة إلى أعطال في خطوط الجهد العالي وأعمال الصيانة الجارية.
وأكد أن الحكومة رصدت 50 مليار أوقية لتنفيذ خطة متكاملة لحل أزمة الكهرباء، تشمل إنشاء شبكة جديدة بكلفة 18 مليار أوقية، وبناء محطة توليد كبرى على طريق نواذيبو. وأشار إلى أن شركة “صوملك” شهدت إصلاحات هيكلية مكّنتها من تسديد فواتيرها للمحروقات والضرائب، وتسوية أوضاع 865 عاملاً غير دائم.
الزراعة: تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الإنتاج الوطني
وفي ما يتعلق بالحملة الزراعية 2025-2026، كشف معالي وزير الزراعة والسيادة الغذائية، السيد أمم بيباته، عن خطة طموحة لإنتاج 550 ألف طن من الأرز (تتجاوز الاكتفاء الذاتي)، و240 ألف طن من الخضروات لتغطية 56% من الاستهلاك المحلي، و180 ألف طن من الحبوب ضمن الزراعة المطرية.
وأكد الوزير أن الإجراءات الحكومية شملت إدخال المكننة، واستصلاح الأراضي، وتوفير المياه، وتأطير المزارعين، وزيادة عدد السدود. ولفت إلى أن الحملة الزراعية الماضية نجحت في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأرز، وإنتاج 135 ألف طن من الحبوب، و134 ألف طن من الخضروات.
قطاع المياه: توسعة الإنتاج ومشاريع كبرى قيد التنفيذ
أما معالي وزيرة المياه والصرف الصحي، السيدة آمال بنت مولود، فأشارت إلى أن الوزارة تعمل على رفع طاقة الإنتاج من بحيرة إديني إلى 100 ألف متر مكعب يومياً خلال العام المقبل، كما سيشهد مشروع آفطوط الساحلي توسعة في الإنتاج.
وأكدت أن الجهود مستمرة لتحقيق عدالة في توزيع المياه بالعاصمة نواكشوط، عبر خطة مدروسة بدأت في الأحياء الشمالية. كما يجري العمل في مشروعي تحلية مياه البحر وبحيرة بولنوار بمدينة نواذيبو، إضافة إلى مشاريع استراتيجية كمشروع “أظهر”، ومشروع “كيفه – كري”، ومشروع “بوكى – الغايرة”، إلى جانب مشروع يهدف لتزويد 28 مدينة بالمياه الصالحة للشرب.
وشددت معالي الوزيرة على أن شركتي المياه في الوسطين الحضري والريفي شهدتا تحسناً هيكلياً لافتاً، حيث تم حفر أكثر من 900 نقطة مياه، ويجري العمل حالياً عبر 14 ورشة متخصصة في الحفر، ضمن البرنامج الاستعجالي لتنمية الولايات الداخلية.