الصحة
محطات بارزة في تاريخ أبحاث السرطان على مدى 250 عامًا

شهد العالم خلال القرون الأخيرة تطورات هائلة في فهم السرطان وطرق تشخيصه وعلاجه، إذ تحولت الاكتشافات الفردية إلى ثورات علمية غيرت مسار الطب الحديث. وفيما يلي أبرز المحطات التي ساهمت في رسم خريطة مكافحة هذا المرض:
القرن الثامن عشر والتاسع عشر: البدايات العلمية
- 1775 – سخام المداخن وسرطان الخلايا الحرشفية: الطبيب بيرسيفال بوت أول من ربط بين التعرض لعوامل بيئية – كسخام المداخن – وزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
- 1863 – الالتهاب والسرطان: رودولف فيرشو اكتشف وجود خلايا دم بيضاء في الأنسجة السرطانية، وأشار إلى دور الالتهاب في نشوء المرض، كما صاغ مصطلح “سرطان الدم”.
- 1882 – أول استئصال جذري للثدي: ويليام هالستيد أجرى عملية جراحية واسعة النطاق لعلاج سرطان الثدي، وظل هذا الإجراء معيارًا لعقود.
- 1886 – الوراثة والسرطان: الطبيب البرازيلي هيلاريو دي جوفيا قدم أول دليل على إمكانية انتقال القابلية للإصابة بالسرطان وراثيًا.
أواخر القرن التاسع عشر: اكتشافات تشخيصية وعلاجية
- 1895 – الأشعة السينية: فيلهلم رونتجن أحدث ثورة طبية باكتشافه الأشعة السينية، مما ساهم في تشخيص الأورام.
- 1898 – اكتشاف الراديوم والبولونيوم: ماري وبيير كوري فتحا الباب أمام العلاج الإشعاعي.
- 1899 – العلاج الإشعاعي الأول: أطباء سويديون استخدموا الأشعة السينية لعلاج سرطانات الجلد بنجاح.
بدايات القرن العشرين: فهم بيولوجيا السرطان
- 1902 – الكروموسومات والسرطان: ثيودور بوفيري اقترح أن تلف الكروموسومات يقود إلى نمو غير منضبط للخلايا.
- 1909 – المراقبة المناعية: بول إيرليتش وضع الأساس لفكرة دور الجهاز المناعي في مقاومة الأورام.
- 1911 – السرطان في الدجاج: بيتون روس اكتشف فيروسا يسبب السرطان، مؤكدًا أن بعض الأورام قد تكون معدية.
- 1928 – مسحة عنق الرحم: جورج بابانيكولاو أحدث نقلة نوعية في الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم عبر اختبار “باب”.
منتصف القرن العشرين: ثورة العلاجات الحديثة
- 1941 – العلاج الهرموني: تشارلز هاغينز أثبت أن تعديل الهرمونات يمكن أن يحد من سرطان البروستاتا.
- 1950 – التدخين وسرطان الرئة: دراسات وبائية أكدت العلاقة القوية بين تدخين السجائر والإصابة بالسرطان.
- 1953 – أول شفاء تام بالعلاج الكيميائي: نجاح علاج ورم المشيمة باستخدام الميثوتريكسات.
- 1958 – العلاج الكيميائي المركب: اعتماد بروتوكولات دمج الأدوية لعلاج سرطان الدم وتحسين نسب البقاء على قيد الحياة.
النصف الثاني من القرن العشرين: اكتشافات جزيئية وأدوية جديدة
- 1964 – فيروس إبشتاين بار: ربط لأول مرة بين فيروس بشري وأنواع معينة من السرطان.
- 1978 – عقار تاموكسيفين: اعتماد أول دواء يستهدف مستقبلات الإستروجين لعلاج سرطان الثدي.
- 1984 – جين HER2: اكتشاف جيني ساعد على فهم سرطانات الثدي العدوانية وتطوير علاجات موجهة.
- 1993 – فحص الدم الخفي في البراز: أثبتت التجارب السريرية قدرته على تقليل وفيات سرطان القولون والمستقيم.
القرن الحادي والعشرون: الطب الشخصي والعلاجات الموجهة
- 2003 – تجربة الوقاية من سرطان البروستاتا: أظهرت فعالية دواء فيناسترايد في تقليل مخاطر الإصابة.
- 2010 – أول لقاح علاجي للسرطان: اعتماد لقاح sipuleucel-T لعلاج سرطان البروستاتا المقاوم للعلاج.
- 2014 – مشروع أطلس جينوم السرطان: اكتشاف أن بعض السرطانات – مثل سرطان المعدة – ليست مرضًا واحدًا بل عدة أمراض متميزة جزيئيًا.
- 2017 – علاجات CAR-T: إقرار أولى العلاجات المناعية الخلوية التي تعيد برمجة جهاز المناعة لمهاجمة السرطان.
- 2020 – الخزعة السائلة: اعتماد اختبارات دم دقيقة للكشف عن الطفرات الجينية السرطانية ومتابعة العلاج.
- 2022 – العلاج المناعي المساعد: الموافقة على أدوية مناعية تعطى قبل الجراحة لتحسين فرص التعافي في سرطانات متعددة.
- 2023 – قاعدة بيانات جينومية شاملة: إطلاق أكبر مجموعة بيانات موحدة لدراسة تطور السرطانات على المستوى الجيني والبروتيني.
خلاصة
على مدى 250 عامًا، انتقلت أبحاث السرطان من ملاحظات أولية حول عوامل بيئية إلى تقنيات علاجية وجزيئية متقدمة، مهدت لعصر جديد من الطب الشخصي حيث يعتمد التشخيص والعلاج على الخصائص الجينية والبيولوجية لكل ورم. وما تزال هذه المسيرة متواصلة، مع آمال بأن تقود الاكتشافات المستقبلية إلى القضاء على هذا المرض أو تحويله إلى حالة مزمنة يمكن السيطرة عليها بفعالية.