مجزرة في الحديدة: 38 قتيلاً وعشرات الجرحى في غارات أميركية على ميناء رأس عيسى

قُتل 38 شخصاً على الأقل وأُصيب العشرات، مساء الخميس، جراء غارات جوية أميركية استهدفت ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة، غربي اليمن، وفق ما أفادت به وسائل إعلام تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين).
وأشارت المصادر إلى أن القصف المكثف أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا، بينهم موظفون وعاملون في الميناء، بالإضافة إلى طواقم إسعاف. وبثت قناة “المسيرة” التابعة للجماعة لقطات مصوّرة تظهر آثار الدمار والجثث المتناثرة في موقع الهجوم.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح الجمعة اعتراض صاروخ تم إطلاقه من الأراضي اليمنية، بعد تفعيل صفارات الإنذار في مناطق متفرقة من وسط إسرائيل.
توسّع الضربات الأميركية
جماعة أنصار الله كانت قد أفادت في وقت سابق بأن تسع غارات أميركية استهدفت أيضاً محافظتي البيضاء وصنعاء، في إطار تصعيد يومي متواصل تنفّذه القوات الأميركية منذ أكثر من شهر ضد مناطق تخضع لسيطرة الجماعة.
واشنطن: ضربات تستهدف التمويل الحوثي
من جانبها، أعلنت القيادة المركزية الأميركية أن قواتها نفذت ضربات دقيقة على ميناء رأس عيسى، بهدف “قطع مصادر التمويل والإمداد التي تستخدمها جماعة أنصار الله لدعم عملياتها”، بحسب بيان نشرته على منصة “إكس”.
وأوضح البيان أن الولايات المتحدة استهدفت منشآت تُستخدم في تهريب الوقود وتوليد عائدات غير مشروعة تُمكّن الجماعة من مواصلة عملياتها منذ أكثر من عقد، مؤكداً أن الغارات تهدف إلى إضعاف البنية الاقتصادية للحوثيين.
أحد أكثر الهجمات دموية
وتُعد الغارات التي استهدفت ميناء رأس عيسى من بين الأعنف من حيث عدد الضحايا، ضمن حملة جوية واسعة أطلقتها واشنطن منذ 15 مارس/آذار الماضي، وُصفت بأنها الأكثر كثافة منذ سنوات.
وجاء التصعيد الأميركي في أعقاب تهديدات الحوثيين باستئناف الهجمات على الملاحة الدولية، وذلك بعد استئناف إسرائيل لهجومها على قطاع غزة وقطعها الإمدادات عنه في 18 مارس، ما أنهى هدنة مؤقتة مع حركة “حماس”.
الحوثيون يتوعّدون وإسرائيل ترد
رداً على تلك التطورات، جدّد الحوثيون استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة في البحر الأحمر، مؤكدين أن عملياتهم تأتي دعماً للشعب الفلسطيني في غزة. ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر 2023، كثّفت الجماعة اليمنية هجماتها الصاروخية على أهداف إسرائيلية وسفن تجارية مرتبطة بها.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب – في تصريحات لاحقة – توعد جماعة الحوثي بالقضاء عليها، محذّراً إيران من مواصلة دعمها لهم، في إشارة إلى احتمالية توسع دائرة المواجهة في المنطقة.