مبابي وأنشيلوتي.. أكبر الخاسرين من سقوط ريال مدريد في دوري الأبطال

سقوط ريال مدريد من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام أرسنال الإنجليزي شكل ضربة قاسية للنادي، لكنه كان أشد وقعًا على اثنين من أبرز أركانه هذا الموسم: المهاجم الفرنسي كيليان مبابي، والمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، اللذين قد تكون هذه النكسة مفصلية في مستقبليهما مع النادي الملكي.
مبابي.. موسم تاسع بلا مجد أوروبي
وصل كيليان مبابي إلى ريال مدريد قادمًا من باريس سان جيرمان محملًا بطموح تحقيق المجد الأوروبي، لكن الحلم سرعان ما تبخر مع الخروج من ربع النهائي. ورغم شراكته الهجومية المرتقبة مع فينيسيوس جونيور، فإن اللاعب الفرنسي لم ينجح في ترك بصمة مؤثرة في الأدوار الإقصائية، إذ لم يسجل أي هدف في مباراتي ثمن النهائي ضد أتلتيكو مدريد، ولا في ربع النهائي أمام أرسنال.
في أربعة مباريات حاسمة، سدد مبابي ثلاث كرات فقط بين الخشبات الثلاث، ولم يتمكن من قيادة الفريق للعودة بعد الهزيمة ذهابًا بثلاثية نظيفة. حتى هدفه الوحيد في الإياب أُلغي بداعي التسلل. أداء وصفته صحيفة ماركا بـ”المخيب”، مشيرة إلى أنه “لم يكن مبابي الذي كان ينتظره عشاق البرنابيو في مثل هذه الليالي الكبيرة”.
ومع أن مبابي سجل 33 هدفًا في مختلف البطولات هذا الموسم، فإن غيابه عن التأثير في اللحظات المفصلية يثير تساؤلات حقيقية حول مدى انسجامه مع أسلوب اللعب، خصوصًا في ظل غياب التناغم المتوقع مع فينيسيوس. ولا يستبعد أن يتحول الجدل إلى دعوات لتعديل التركيبة الهجومية أو حتى رحيل أحد الطرفين.
أنشيلوتي.. نهاية حقبة؟
المدرب الإيطالي المخضرم، الذي قاد ريال مدريد لتحقيق ثلاثة ألقاب في دوري الأبطال، لم ينجُ هو الآخر من سهام النقد. فقد بدا الفريق فاقدًا للحلول التكتيكية أمام أرسنال، وظهر معتمدًا بشكل مفرط على الفرديات بدلاً من العمل الجماعي. حارس المرمى تيبو كورتوا اختصر الموقف حين قال: “افتقدنا إلى مهاجم صريح مثل خوسيلو”، في تلميح إلى غياب الخطة الهجومية الواضحة.
أنشيلوتي لم يخفِ بدوره إمكانية الرحيل، قائلاً: “ربما يقرر النادي استبدال المدرب، هذا العام أو العام المقبل عند نهاية عقدي”. تصريحات أثارت التكهنات في الإعلام الإسباني حول هوية المدرب المقبل، حيث طُرحت أسماء مثل تشابي ألونسو ويورغن كلوب.
صحيفة ماركا انتقدت “خطة اللعب المعتمدة على الكرات الطويلة”، والتي لم تسفر عن شيء سوى إظهار عزلة جود بيلينغهام في الخط الأمامي.
موسم أبيض يلوح في الأفق؟
رغم تبقي نهائي كأس الملك ومنافسات الليغا، فإن ريال مدريد يواجه خطر الخروج من الموسم خالي الوفاض، لا سيما مع التفوق الواضح لبرشلونة الذي أطاح به هذا الموسم مرتين، في الدوري وكأس السوبر. وتبدو المواجهة المرتقبة في نهائي الكأس أشبه بفرصة أخيرة لإنقاذ ماء الوجه.
أداء الفريق هذا الموسم شهد تراجعًا واضحًا مقارنة بالموسم الماضي. فقد تكبد 12 هزيمة حتى الآن، مقابل اثنتين فقط طوال الموسم الماضي. المشاكل ظهرت بوضوح في الخطوط كافة: دفاع مرتبك أمام لاعبين سريعين أمثال بوكايو ساكا، وسط متأثر برحيل كروس، وهجوم يفتقر إلى الحدة والفاعلية.
ورغم تألق كورتوا وفينيسيوس، فإن بقية الفريق، بمن فيهم مبابي، لم يكونوا على قدر التطلعات، مما يُلقي بظلال من الشك على مستقبل العديد من الأسماء داخل أسوار سانتياغو برنابيو.