الرياضة

مانشستر يونايتد يستعيد بريقه تحت قيادة أموريم.. أربعة مفاتيح غيّرت ملامح الفريق

بعد انطلاقة متذبذبة هذا الموسم، يبدو أن مانشستر يونايتد بدأ أخيرًا في استعادة توازنه وهويته الكروية تحت قيادة المدرب البرتغالي روبن أموريم، الذي قاد الفريق لسلسلة من الانتصارات المميزة، أبرزها أمام ليفربول وبرايتون، ليعود الانسجام والثقة إلى صفوف “الشياطين الحمر”.

وراء هذا التحول الملحوظ، تقف أربعة عوامل رئيسية أسهمت في رفع مستوى الفريق فنيًا وذهنيًا، وأعادت الأمل لجماهيره في موسم أكثر استقرارًا وطموحًا.

1. روح جديدة بعد أزمة برينتفورد

شكّلت الخسارة القاسية أمام برينتفورد في سبتمبر الماضي نقطة تحول حقيقية داخل غرفة ملابس يونايتد. فبعد المباراة، خرج المدافع الهولندي ماتيس دي ليخت بتصريح مؤثر دعا فيه زملاءه لتحمل المسؤولية والتخلي عن الأخطاء الفردية، وهي كلمات كانت كفيلة بإشعال شرارة التغيير.
أحدثت هذه الدعوة تأثيرًا كبيرًا في نفوس اللاعبين، فعاد الانضباط والالتزام، وتجددت روح الفريق والقتالية التي لطالما ميزت النادي العريق.

2. حارس شاب وفلسفة بناء جديدة

منذ إشراك الحارس البلجيكي الشاب سين لامنز في مباراة سندرلاند، تغيّر شكل الفريق في عملية الخروج بالكرة من الخلف. يمتاز لامنز بقدرة نادرة على اللعب بكلتا القدمين، ما قلل من فاعلية ضغط الخصوم ومنح المدافعين الثقة في بناء الهجمات بسلاسة.
كما باتت الكرات الطويلة الموجهة نحو المهاجم بنيامين سيسكو جزءًا أساسيًا من خطة أموريم الهجومية، وهو ما أضاف تنوعًا في الخيارات الهجومية.
وقال المدرب البرتغالي موضحًا فلسفته: “عندما تضغط الفرق رجلًا لرجل، تحتاج إلى كسر الضغط بالكرة الأولى، والآن أصبحنا نملك القوة لذلك.”
هذا التغيير التكتيكي أعاد البساطة إلى أسلوب الفريق وقلل من الأخطاء الدفاعية أثناء التحضير.

3. ضغط أعلى ودفاع أكثر شجاعة

اعتمد أموريم نهجًا أكثر جرأة في الضغط العالي، مستفيدًا من سرعة الظهير لوك شو وصلابة القائد هاري ماغواير في العمق.
وأوضح المدرب أن فلسفته تقوم على المرونة التكتيكية، مضيفًا: “عندما نملك مدافعين قادرين على الضغط عالياً، نلعب للأمام بثقة أكبر. إذا فزنا بالكرة، نمتلك لاعبين قادرين على التسجيل من نصف فرصة.”
هذا التحول الدفاعي جعل يونايتد أكثر توازنًا، وأكثر شجاعة في افتكاك الكرة من مناطق الخصم، مما انعكس إيجابًا على ثبات الفريق في المباريات الكبيرة.

4. انسجام هجومي لافت بين ديالو ومبويمو

عاد النجم الشاب أماد ديالو بقوة بعد فترة صعبة، ليشكل ثنائيًا مميزًا مع المهاجم براين مبويمو، حيث أظهر الاثنان انسجامًا واضحًا في التحولات الهجومية، وكانا حاسمين في الانتصارين على ليفربول وبرايتون.
وأشاد أموريم بأدائهما قائلًا: “ديالو ومبويمو يعملان كآلة، سريعان جدًا، متفاهمان بشكل رائع، ويغيران المراكز باستمرار. من الصعب جدًا الدفاع أمامهما.”
هذا التناغم الهجومي منح الفريق بعدًا جديدًا في الخط الأمامي، وساهم في رفع الإنتاجية الهجومية بشكل لافت.

مشروع أموريم يبدأ في جني الثمار

لم يعد مانشستر يونايتد هو الفريق المتعثر الذي بدأ الموسم، فالفريق بات أكثر تنظيمًا وثقة، والمدرب أموريم أصبح يعرف كيف يوازن بين الواقعية والطموح، معتمداً على حارس شاب يتمتع بالثقة، ودفاع صلب، وهجوم متحرك ومرن.

ويسعى أموريم لإعادة يونايتد إلى موقعه الطبيعي عبر ثلاث مراحل واضحة:

  1. العودة إلى المربع الذهبي في البريميرليغ.
  2. ضمان المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
  3. العودة للمنافسة على لقب الدوري الإنجليزي.

ويحتل مانشستر يونايتد حاليًا المركز السادس في جدول الدوري الإنجليزي الممتاز، ويستعد لمواجهة نوتنغهام فورست بثقة متجددة وأجواء إيجابية داخل غرفة الملابس، في إشارة واضحة إلى أن مشروع روبن أموريم بدأ بالفعل يؤتي ثماره في “أولد ترافورد”.

زر الذهاب إلى الأعلى