كورتوا يواصل إرث أساطير المرمى في ريال مدريد وسط هيمنة مطلقة

يُعتبر الحارس البلجيكي تيبو كورتوا أحد أعظم حراس المرمى في تاريخ ريال مدريد، بل يرى كثيرون أنه الأفضل على الإطلاق. وبفضل تصدياته الاستثنائية والحاسمة، ساهم بشكل مباشر في تتويج الفريق الملكي بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين.
لثمانية مواسم متتالية، حافظ كورتوا على موقعه كحارس أول بلا منازع، مجبرًا الأوكراني أندري لونين على البقاء في مقاعد البدلاء. صحيفة ماركا وصفت هذه السيطرة بـ”دكتاتورية الحراس الأساسيين” المتجذرة في تاريخ النادي.
لونين.. ضحية تفوق كورتوا
يخوض لونين موسمه السادس كحارس بديل، وقد حظي بفرصة اللعب أساسيًا قبل عامين بعد إصابة كورتوا الخطيرة في أغسطس/آب، متفوقًا على كيبا أريزابالاغا في المنافسة. لكن بمجرد تعافي كورتوا، ولو جزئيًا، لم يتردد المدرب كارلو أنشيلوتي في إعادته للتشكيلة الأساسية، حتى في نهائي دوري أبطال أوروبا.
وفي كأس الملك الموسم الماضي، ورغم مشاركة لونين في أغلب الأدوار، كانت المباراة النهائية أمام برشلونة من نصيب كورتوا، لتترسخ مكانته كحارس أساسي، وينضم لونين لقائمة طويلة من الحراس الذين عاشوا في ظل أساطير المرمى في ريال مدريد.
أساطير الحراسة في ريال مدريد
زامورا.. البداية الأسطورية
عام 1931، وصل ريكاردو زامورا ليصبح أول حارس مرمى بارز في تاريخ النادي، مطيحًا بـرافائيل فيدال من التشكيلة الأساسية. قضى فيدال ثلاثة مواسم احتياطيًا قبل أن يرحل إلى ليفانتي. كان تأثير زامورا يتجاوز حدود الملعب، إذ شكّل نموذجًا لحراسة المرمى ظل حاضرًا لعقود.
بانيون.. الهيمنة الصامتة
انضم خوسيه بانيون غونزالفيز عام 1943، وبقي الحارس الأول حتى 1949، حين أجبره مرض رئوي على الاعتزال في سن 27 عامًا. خلال تلك الفترة، لم يتمكن الحارس خوان مارين من إزاحته عن المركز الأساسي.
خوانيتو ألونسو.. الوصية التي صنعت أسطورة
عام 1949، أوصى بانيون بالتعاقد مع خوان ألونسو ليخلفه. استمر ألونسو حارسًا أساسيًا لعشر مواسم، قاد خلالها الفريق للتتويج بثلاثة كؤوس أوروبية، بينما بقي روخيليو دومينغيز أكبر فترة ممكنة في دور الحارس البديل.
بويو.. حارس العصر الذهبي
وصل فرانسيسكو بويو عام 1986، ليدافع عن مرمى الفريق خلال فترة ذهبية شهدت خمسة ألقاب دوري متتالية. حاول سانتياغو كانيزاريس في نهاية فترته انتزاع المركز الأساسي، لكن دون نجاح، كما لم يتمكن أي من أوتشوتورينا أو لوبيتيغي أو غيرهم من زحزحته.
كاسياس.. رمز الصمود
ظهر إيكر كاسياس لأول مرة عام 1999 وهو في سن 18 عامًا، واستمر حتى 2015، محافظًا على مكانته رغم منافسة حراس مثل سيزار سانشيز، ييرزي دوديك، ودييغو لوبيز. رحل كاسياس بعد أن أصبح أيقونة النادي وأحد أعظم الحراس في تاريخه.
كيلور نافاس.. سيطرة قصيرة المدى
حرس كيلور نافاس المرمى أساسيًا ثلاثة مواسم من أصل خمسة قضاها مع الفريق، وكان كيكو كاسيا هو الحارس الثاني خلالها. وصول كورتوا أنهى فترته، وأجبره في النهاية على مغادرة النادي.
بهذا الإرث العريق في حراسة المرمى، يواصل تيبو كورتوا كتابة فصله الخاص، محافظًا على تقليد ريال مدريد في وجود حارس أساسي مهيمن يصعب على أي منافس إزاحته.







