قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين: ضجيج بلا نتائج في ملف أوكرانيا

انتهت قمة ألاسكا بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بضجيج إعلامي واسع، لكن من دون أي اختراقات ملموسة في ملف الحرب الروسية الأوكرانية، إذ أقر الطرفان بفشل المحادثات في التوصل إلى اتفاق يضع حداً للصراع الدائر.
القمة التي استُهلت بترحيب رسمي وتحليق طائرات عسكرية في أجواء قاعدة “إلمندورف ريتشاردسون” في أنكوريج، استمرت نحو ساعتين ونصف فقط، أعقبها مؤتمر صحفي مشترك لم يتجاوز ربع ساعة، اكتفى خلاله الرئيسان بتصريحات دبلوماسية تقليدية تخلو من أي نتائج عملية.
ترامب وصف اللقاء بأنه “مُثمر للغاية”، مؤكداً أن “الكثير من النقاط تم الاتفاق حولها”، لكنه أقر في الوقت نفسه بأن الفجوات الجوهرية ما زالت قائمة، وأن التوصل إلى اتفاق نهائي “لم يتحقق بعد”. أما بوتين فقد أشاد باستضافة نظيره الأميركي، ملوحاً بابتسامة إلى إمكانية عقد اللقاء المقبل في موسكو، وهو ما علّق عليه ترامب مازحاً بأنه سيواجه انتقادات حادة إذا حدث ذلك، لكنه “أمر غير مستبعد”.
اللافت أن ترامب تجنّب أي انتقاد مباشر لموسكو بشأن الهجمات التي أودت بحياة مدنيين أوكرانيين، وهو ما اعتبره بوتين “دليلاً على تفهم الولايات المتحدة لمصالح روسيا الوطنية”. كما استحضر الرئيس الروسي صفحات من التاريخ المشترك بين واشنطن وموسكو إبان الحرب العالمية الثانية، داعياً إلى “طي صفحة الماضي” وإعادة بناء العلاقات على أساس “قيم مشتركة”.
مع ذلك، شدد بوتين على أن كييف والعواصم الأوروبية مطالبة بالتعامل مع ما وصفه بـ”التفاهم الجديد” بشكل بنّاء، محذراً من أي محاولات لتعطيله عبر “الاستفزازات أو المكائد السياسية”.
ترامب، من جانبه، كان قد توقع مسبقاً احتمال فشل القمة بنسبة 25%، مؤكداً أنها تُعد “اجتماعاً تمهيدياً”، ومع ذلك حاول إقناع بوتين بوقف إطلاق النار أو على الأقل الالتزام بفتح باب المفاوضات مع أوكرانيا. وبعد اللقاء، أعلن أنه سيجري مشاورات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة حلف الناتو حول الخطوات المقبلة.
أما على الصعيد الأميركي الداخلي، فقد تباينت المواقف السياسية: السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام أعرب عن “فخره” بترامب لعقده الاجتماع مع بوتين، معتبراً أنه قد يفتح الطريق لإنهاء الحرب قبل أعياد الميلاد، بينما حذّر تيد كروز من أي تسوية تمنح بوتين نفوذاً أكبر. في المقابل، اتهم الديمقراطي كريس فان هولين الرئيس الروسي بـ”التلاعب بترامب”، مشيراً إلى غياب أي التزامات ملموسة.
في موسكو، اعتُبر حضور بوتين إلى الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ عقد من الزمن “انتصاراً دبلوماسياً” و”دليلاً على أن روسيا لم تعد معزولة”. وأكد الكرملين أن المحادثات كانت “إيجابية للغاية” ومهدت لمزيد من المشاورات الثنائية، بينما رأت الخارجية الروسية أن القمة كشفت “ازدواجية الخطاب الغربي”.
لكن في كييف وأوروبا، جاء التقييم مختلفاً تماماً. فقد وصف مسؤولون أوكرانيون القمة بأنها “فاشلة”، معتبرين أن بوتين كرر خطاباته المعتادة عن “المخاوف الأمنية”، فيما رأى محللون أوروبيون أن اللقاء لم يسفر عن تقدم حقيقي، بل منح الرئيس الروسي “معاملة ودية دون مقابل”.
وبينما خرجت أصداء القمة متباينة بين إشادة روسية وانتقاد أوكراني وغربي، ظل جوهر القضية –وقف الحرب في أوكرانيا– بعيداً عن أي حل ملموس، لتبقى قمة ألاسكا حدثاً رمزياً أكثر منه محطة فاصلة في مسار النزاع.
هل ترغب أن أعيد صياغتها كـ تقرير تحليلي قصير يلخص المشهد بنبرة صحفية مركّزة، أم تبقيها على هذا النسق التفصيلي المطوّل؟