قطر تجري محادثات طارئة مع شركات الطاقة العالمية عقب استهداف إسرائيلي لحقل غاز مشترك مع إيران

أفادت وكالة “رويترز”، نقلًا عن مصدر دبلوماسي في المنطقة ومصدر مطّلع في قطاع الطاقة، أن قطر أجرت خلال الأسبوع الجاري محادثات أزمة مع عدد من كبريات شركات الطاقة العالمية، على خلفية القصف الإسرائيلي الذي طال جزءًا من حقل غاز ضخم مشترك بين قطر وإيران.
وأوضح المصدران أن وزير الطاقة القطري سعد بن شريدة الكعبي، الذي يشغل أيضًا منصب الرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة، طالب هذه الشركات بتنبيه حكومات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول أوروبية إلى المخاطر التي يُشكّلها التصعيد العسكري على صادرات الغاز القطرية، وعلى استقرار إمدادات الطاقة العالمية.
وتحذّر قطر من أن أي تعطّل في عمليات تصدير الغاز الطبيعي المسال من أراضيها قد يؤدي إلى توقف ما يقرب من 20% من الإمدادات العالمية، وهي الحصة التي تصدّرها من أكبر حقل غاز في العالم.
تحذيرات من تداعيات التصعيد
وقال دبلوماسي مطّلع – طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموقف – إن “قطر للطاقة تسعى إلى ضمان أن تكون الحكومات الأجنبية على دراية تامة بتداعيات التصعيد، وبالعواقب المحتملة على إنتاج الغاز من قطر في حال تفاقم الوضع”.
وأشار إلى أن الوزير الكعبي عقد خلال الأسبوع الجاري سلسلة اجتماعات في الدوحة مع سفراء الدول التي تملك شركاتها حصصًا في مشروع توسعة حقل الشمال، التابع لشركة قطر للطاقة.
ويضم المشروع شركات دولية كبرى من بينها “إكسون موبيل” و”كونوكو فيليبس” الأميركيتان، و”شل” البريطانية، و”إيني” الإيطالية، و”توتال إنرجيز” الفرنسية، ويُتوقع أن يسهم في زيادة صادرات قطر من الغاز بنسبة 82% خلال السنوات المقبلة.
وأكدت المصادر أن صادرات الغاز القطرية لم تتأثر حتى الآن، وأن عمليات التسليم تتم وفق الجداول الزمنية المحددة.
رئيس الوزراء القطري يحذّر من التصعيد
وفي سياق متصل، أكّد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الجمعة، خطورة استهداف إسرائيل للمنشآت الاقتصادية في إيران، محذّرًا من تداعيات “كارثية” على المستويين الإقليمي والدولي، خاصة على استقرار أسواق الطاقة.
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان، إن الشيخ محمد أجرى اتصالًا هاتفيًا مع وزير خارجية النرويج، أسبن بارث إيدي، بحثا خلاله العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في المنطقة، وفي مقدمتها الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران.
وشدّد الشيخ محمد خلال الاتصال على أهمية حماية المدنيين وتفادي استهداف المنشآت المدنية، معتبرًا أن الاعتداءات الإسرائيلية تُقوّض فرص السلام وتهدد بجرّ المنطقة إلى مواجهة إقليمية شاملة.
كما أعرب عن استنكار بلاده المستمر للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة في المنطقة.
الوضع في الحقل المشترك بين قطر وإيران
وكانت قطر قد أكدت يوم الثلاثاء الماضي استقرار إنتاج الغاز من حقل الشمال، الذي تتقاسمه مع إيران، ووجود تدفق طبيعي للإمدادات، رغم القصف الإسرائيلي الذي استهدف الجانب الإيراني من الحقل يوم السبت، ما أسفر عن اندلاع حريق وتعليق جزئي للإنتاج الإيراني.
ويُعد حقل الشمال (القطري) و”بارس الجنوبي” (الإيراني) أكبر حقل غاز في العالم، وتحتل قطر المرتبة الثالثة عالميًا في تصدير الغاز الطبيعي المسال، بعد الولايات المتحدة وأستراليا.
من جانبه، علّق المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، على الحادثة قائلًا: “ما جرى في حقل بارس خطوة غير محسوبة”، مؤكدًا أن “الشركات العاملة هناك هي شركات دولية، وهناك وجود عالمي واسع في حقل الشمال”.
وأضاف الأنصاري خلال مؤتمر صحفي أسبوعي: “حتى الآن، الإمدادات تسير بشكل طبيعي، لكن مثل هذا الاستهداف العشوائي يثير قلقًا كبيرًا لدى الجميع بشأن أمن إمدادات الطاقة”، مشيرًا إلى أن الدوحة تجري اتصالات واسعة مع أطراف إقليمية ودولية في محاولة لاحتواء التصعيد.