قصف جديد يفاقم المأساة الإنسانية في الفاشر وسط إدانات أممية

قال مصدر طبي في مدينة الفاشر شمال دارفور، غربي السودان، إن قوات الدعم السريع استهدفت بطائرة مسيّرة مقرًّا لإيواء النازحين، مما أسفر عن مقتل 30 شخصًا وإصابة آخرين، بينهم نساء وأطفال.
وفي السياق نفسه، أوضحت تنسيقية لجان المقاومة في بيان لها أن المدينة تشهد “مجزرة يومية”، حيث يُقتل نحو 30 مدنيًا يوميًا نتيجة القصف المتواصل بالمدفعية الثقيلة والطائرات المسيّرة، ووصفت الوضع الإنساني بأنه “فاق حد الكارثة والإبادة، والعالم في حال صمت مطبق”.
ووفقًا لمصادر عسكرية تحدّثت للجزيرة، فقد تعرّضت الفاشر أمس إلى أطول وأعنف عملية قصف منذ اندلاع القتال فيها في منتصف عام 2024، حيث استخدمت قوات الدعم السريع مزيجًا من المدفعية الثقيلة والمسيرات الهجومية لاستهداف مناطق مدنية.إدانة دولية واستياء أممي
أعرب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن صدمته من استمرار قتل المدنيين في الفاشر، متهمًا قوات الدعم السريع بالاستهتار المتعمّد بحياة الأبرياء. وقال تورك في بيان نُشر على منصة “إكس” إنّه “يشعر بالفزع إزاء اللامبالاة المروّعة من قبل قوات الدعم السريع تجاه أرواح المدنيين”، مضيفًا أن “الدعوات المتكررة لتوخي الحذر وحماية السكان لم تلقَ أي استجابة”.
وأشار بيان مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى أن تقارير ميدانية وردت حديثًا تفيد بمقتل 53 مدنيًا على الأقل وإصابة أكثر من 60 آخرين في مدينة الفاشر خلال الفترة ما بين 5 و8 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، على يد قوات الدعم السريع.
حصار طويل ومعاناة متصاعدة
تخضع مدينة الفاشر لحصار خانق من قبل قوات الدعم السريع منذ أكثر من 500 يوم، وسط معارك متقطعة مع الجيش السوداني خلّفت آلاف القتلى والمصابين، وأجبرت ما يزيد على 500 ألف شخص على النزوح نحو مدن وبلدات مجاورة.
وتُعد الفاشر مركزًا سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا مهمًا في إقليم دارفور، إذ تمر عبرها طرق إمداد حيوية تربط شمال وغرب الإقليم، ما يجعل السيطرة عليها هدفًا استراتيجيًا للطرفين المتحاربين.
حرب شاملة وأزمة إنسانية غير مسبوقة
يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار الحرب الدامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، والتي أدت إلى مقتل أكثر من 20 ألف شخص، ونزوح ولجوء ما يزيد على 15 مليون مدني داخل وخارج السودان، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وتحذر المنظمات الإنسانية من أن الفاشر باتت على حافة كارثة إنسانية مع انقطاع الإمدادات الغذائية والدوائية، وتدهور الخدمات الصحية، وسط غياب شبه تام للتدخل الدولي الفعّال لإنقاذ المدنيين المحاصرين داخل المدينة.







