تقنية

عودة السماعات السلكية: شغف بالماضي أم احتجاج على الرقمية؟

شهدت السماعات السلكية عودة ملحوظة إلى الساحة التقنية مؤخرًا، مدفوعة باستخدامها من قبل العديد من المشاهير في المناسبات العامة، بحسب تقرير نشرته صحيفة “ديلي ميل”.

وذكر التقرير أن نجوم الوسط السينمائي مثل إيما واتسون، هاري ستايلز، بيلا حديد، وتشالري إكس سي إكس ظهروا وهم يعتمدون على السماعات السلكية بدلًا من السماعات اللاسلكية الشهيرة، ما أعاد النقاش حول عودة بعض التقنيات القديمة إلى الواجهة.

وقال عمر فارس، محاضر في كلية تيد روجرز لإدارة التجزئة بجامعة تورنتو متروبوليتان، إن استخدام المشاهير للسماعات السلكية قد يكون نوعًا من النوستالجيا أو الاشتياق للماضي. وأضاف أن العديد من التقنيات التي ظهرت في بداية الألفية بدأت تعود تدريجيًا، مثل كاميرات الاستخدام الواحد، الهواتف القابلة للطي، وحتى الهواتف الغبية التي لا تشمل مزايا الهواتف الذكية المعتادة.

أسباب متعددة للعودة للسلكية

ويرى بعض الخبراء أن هناك أسبابًا إضافية وراء هذا التوجه، منها القلق على الخصوصية ومحاولة التخلص من الحياة الرقمية بكل مظاهرها، إلى جانب البعد العاطفي والارتباط بالماضي.

وتشير التقارير إلى أن طرح شركة آبل لسماعاتها اللاسلكية عام 2016 تسبب في انتشار موجة السماعات اللاسلكية عالميًا، حتى أن بعض أبناء جيل زد يظنون أن السماعات اللاسلكية هي الوضع الافتراضي، ما يجعل العودة للسلكية ملفتة للنظر.

تفضيل المشاهير للسلكية

الممثل الشهير هاري ستايلز من بين الذين يفضلون السماعات السلكية، كما أبدى بول ميسكال تفضيله لها في مقابلة مع مجلة “جي كيو” البريطانية، فيما أوضحت المغنية دوا ليبا في مقابلة مع مجلة “فوغ” أنها تعتمد على السماعات السلكية لأنها لا تحتاج للشحن، وهو عامل عملي يميزها عن اللاسلكية.

وتأتي هذه الموجة رغم محاولات الشركات المستمرة لتطوير السماعات اللاسلكية، من خلال زيادة مدة تشغيل البطارية وإضافة مزايا مبتكرة لتلبية احتياجات المستخدمين.

سوق السماعات اللاسلكية والنمو المتوقع

تشير الدراسات إلى أن حجم سوق السماعات اللاسلكية يصل في 2025 إلى 71 مليار دولار، مع توقعات نموه إلى 270 مليار دولار بحلول 2035. وتقدم هذه السماعات اليوم تقنيات متقدمة تتجاوز الاستخدام التقليدي، مثل إضافة مستشعرات صحية وميزات أخرى مبتكرة.

كما تختلف السماعات من حيث الجودة والمزايا، إذ توجد فئة موجهة لمحبي الصوتيات الفاخرة الذين يبحثون عن جودة موسيقية عالية دون التنازل عنها، ما يفسر استمرار الطلب على السماعات السلكية رغم التطور اللاسلكي المستمر.

باختصار، يمكن القول إن عودة السماعات السلكية تمثل مزيجًا من النوستالجيا العملية، والبحث عن الجودة، والاهتمام بالخصوصية، في ظل سوق متنوع يشهد تطورًا مستمرًا في كل من السماعات السلكية واللاسلكية.

زر الذهاب إلى الأعلى