طارق التايب.. الموهبة الليبية التي أبهرت الملاعب العربية وحالت القيود دون بريقها الأوروبي

عندما يُذكر اللاعبون العرب الأكثر إمتاعاً في تاريخ كرة القدم، لا بد أن يتصدر اسم طارق التايب تلك القائمة. لم يكن مجرد لاعب وسط عادي، بل كان فناناً يرسم لوحات كروية بلمساته الساحرة ورؤيته الاستثنائية التي أسرت الجماهير.
ورغم الموهبة الكبيرة التي جعلت عيون كبار الأندية الأوروبية تتابعه، فإن القيود المفروضة على اللاعبين الليبيين حرمت التايب من تحقيق حلم الاحتراف هناك، ليظل نجماً عربياً خالداً في ذاكرة عشاق اللعبة.
البدايات ومسيرة الصعود
وُلد التايب في 28 فبراير/شباط 1977 بالعاصمة الليبية طرابلس، وبدأ مشواره مع نادي الأهلي طرابلس. ومنذ موسمه الأول (1997-1998) قدّم أوراق اعتماده بقوة، إذ لعب 26 مباراة وسجل 11 هدفاً، محققاً المركز الثالث في جائزة أفضل لاعب ليبي.
ومع مرور السنوات، كرّس نفسه كأفضل لاعب في بلاده، حيث نال جائزة أفضل لاعب ليبي خمس مرات أعوام 1999، 2000، 2002، 2003 و2005.
محاولات احتراف أوروبية لم تكتمل
منذ منتصف التسعينيات، بدأ اسم التايب يلفت أنظار كشافي الأندية الأوروبية. ففي عام 1995 خضع لاختبار ناجح مع نادي يوفنتوس الإيطالي، غير أن الاتحاد الليبي رفض منحه رخصة اللعب بالخارج.
وفي عام 2000، لفت الأنظار مجدداً حين شارك مع وست هام يونايتد الإنجليزي في مباراة ودية أمام أرسنال، سجل خلالها هدفاً جميلاً، ما دفع النادي اللندني لإبداء رغبته في ضمه، لكن القيود الإدارية أجهضت الصفقة.
تكرر المشهد عام 2003 حين أبدع أمام الأرجنتين بقميص المنتخب الليبي وسجل هدفاً عالمياً، ليجذب اهتمام فالنسيا الإسباني، لكن العوائق ذاتها منعت الانتقال.
بريق في الملاعب العربية
بعد فشل محاولات أوروبا، وجد التايب تألقه في الملاعب العربية. بدأ رحلته مع النادي الصفاقسي التونسي حيث سجل 27 هدفاً في 65 مباراة، ثم انتقل إلى الهلال السعودي ليصبح أحد أبرز أساطيره.
قاد التايب “الزعيم” للتتويج بالدوري موسم 2007–2008، كما حقق كأس ولي العهد مرتين متتاليتين، محتلاً مكانة خاصة لدى جماهير الهلال التي لا تزال تهتف باسمه حتى اليوم.
حضور لافت مع المنتخب
دولياً، ارتدى التايب شارة قيادة منتخب ليبيا في تصفيات كأس العالم 2006 وكأس الأمم الأفريقية، وظل القلب النابض للفريق حتى أعلن اعتزاله الدولي في مايو/أيار 2008.
موهبة خالدة رغم القيود
يبقى طارق التايب مثالاً على موهبة عربية استثنائية قيدتها الظروف السياسية والقيود الإدارية. ورغم حرمانه من التجربة الأوروبية، فإن بريقه العربي لم يخفت أبداً، وسيظل اسمه محفوراً في ذاكرة عشاق الكرة كأحد أكثر اللاعبين العرب مهارة وإمتاعاً.