تقنية

سيراليون تطلق أول شبكة اتصالات للجيل الخامس تعتمد على الطاقة المتجددة

أعلنت جمهورية سيراليون رسميًا بدء تنفيذ أول شبكة اتصالات من الجيل الخامس (5G) في البلاد، في خطوة تُعد سابقة على مستوى التحول الرقمي في المنطقة، مع التركيز على الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة لتشغيل أبراج الاتصالات.

وجاء الإعلان خلال قمة الحكومة الرقمية التي استضافتها العاصمة فريتاون، حيث تم الكشف عن المشروع الذي يمثل شراكة بين شركة الاتصالات المحلية “زودلابز” وشركة الطاقة المتجددة الإفريقية “كروس باوندري إنرجي”، التي تتولى تمويل المرحلة الأولى من المشروع، وتشمل تركيب خمسة أبراج 5G في العاصمة.

ووفقًا للقائمين على المشروع، ستُزود الأبراج بالطاقة باستخدام أنظمة الطاقة الشمسية وتقنيات تخزين البطاريات، في حين سيُستخدم الوقود الأحفوري فقط كخيار احتياطي محدود، وذلك بهدف تقليص الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، في ظل التحديات التي تواجه البلاد من حيث عدم استقرار الشبكة الكهربائية وارتفاع كلفة الوقود.

تحسين الاتصال وتوسيع آفاق الخدمات

تهدف هذه المبادرة إلى تحسين جودة خدمات الإنترنت في البلاد، حيث لا تتجاوز نسبة انتشار الإنترنت عريض النطاق حاليًا 21% من السكان. كما تسعى إلى فتح آفاق جديدة أمام الخدمات الرقمية، من بينها:

  • الرعاية الصحية عن بُعد
  • تطبيقات المدن الذكية
  • تحسين سرعة وجودة الاتصال بشكل عام

ويُتوقع أن يُحدث المشروع نقلة نوعية في البنية التحتية للاتصالات في سيراليون، مما يساهم في تعزيز التحول الرقمي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

سيراليون ضمن السياق الإفريقي

تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه انتشار شبكات الجيل الخامس في القارة الإفريقية نموًا تدريجيًا، حيث لم تتجاوز نسبة الانتشار 1.4% حتى عام 2024، وفقًا لبيانات شركة “أومديا”، مع توقعات بارتفاعها إلى 25% بحلول عام 2029.

وتتصدر جنوب أفريقيا حاليًا قائمة الدول الإفريقية من حيث استخدام شبكات الجيل الخامس، إذ بلغ عدد مستخدميها نحو 10.8 ملايين شخص، وتصل التغطية إلى 50% من السكان، وفقًا لمؤسسة “أفريكا أناليسيس”. وفي المقابل، تواصل دول مثل نيجيريا وكينيا وإثيوبيا جهودها لتطوير الشبكات وسط تحديات تتعلق بالبنية التحتية والتكاليف التنظيمية.

نموذج يُحتذى به

يرى مراقبون أن النموذج الذي تبنته سيراليون، والمبني على دمج التكنولوجيا المتقدمة مع حلول الطاقة المستدامة، قد يشكل تجربة رائدة قابلة للتكرار في دول أفريقية أخرى، خاصة في ظل أزمات الطاقة التي تعاني منها القارة. وفي حال أثبت المشروع كفاءته من حيث الأداء والاستدامة، فقد يشكل مرجعًا للتوسع الرقمي المستدام في إفريقيا.

زر الذهاب إلى الأعلى