سوريا تطلق خطة تطوير شاملة لسوق دمشق للأوراق المالية لرفع كفاءتها وتعزيز دورها في الاقتصاد الوطني

أعلن وزير المالية السوري، الدكتور محمد يسر برنية، اليوم الاثنين عبر منشور رسمي على منصة “لينكد إن”، عن إطلاق خطة تطوير استراتيجية لسوق دمشق للأوراق المالية، تهدف إلى تحديث بنيتها التقنية والتشريعية، وتعزيز نشاطها بما يواكب متطلبات المرحلة المقبلة من الإصلاح الاقتصادي.
وأوضح الوزير أن الخطة تتضمن زيادة عدد أيام التداول الأسبوعية من ثلاثة إلى خمسة، اعتبارًا من يوليو/تموز الجاري، بهدف رفع وتيرة التعاملات وتوسيع قاعدة المشاركين في السوق. وأكد أن هذا القرار جاء ثمرة لاجتماع تنسيقي بين الجهات المعنية في وزارة المالية.
كما أشار برنية إلى أن الجمعية العامة للسوق ستُدعى للانعقاد في سبتمبر/أيلول المقبل، بغرض انتخاب مجلس إدارة جديد، تمهيدًا لبدء مرحلة جديدة من التحديث المؤسسي والفني، في إطار توجه شامل لإعادة هيكلة السوق وتعزيز حوكمتها.
تحفيز العرض والطلب في السوق
وتركز الخطة، بحسب الوزير، على تنشيط جانب العرض من خلال تشجيع إدراج شركات عائلية، وجامعات خاصة، ومؤسسات اقتصادية محلية، ضمن بيئة تنظيمية أكثر مرونة وجاذبية للاستثمار. كما تشمل الخطة إدخال أدوات وخدمات مالية واستثمارية جديدة تهدف إلى تحفيز جانب الطلب وزيادة أحجام التداولات.
وفي إطار التحول الرقمي، تتضمن الخطة أيضًا مراجعة شاملة للإطار القانوني والتشريعي الناظم لعمل السوق، إلى جانب تحديث تقني كامل لنظم التداول والمقاصة، بما يواكب المعايير الدولية ويسهم في تحسين جودة الخدمات المالية المقدمة للمستثمرين، بالإضافة إلى رفع مستوى الثقافة المالية لدى الجمهور.
التزام بالتطوير ودعم الاقتصاد الوطني
وأكد الوزير برنية التزام الحكومة بتوفير كافة المتطلبات اللازمة لتحقيق نقلة نوعية في أداء السوق، وزيادة مساهمتها في دعم النمو الاقتصادي، وجعلها أداة فاعلة لجذب الاستثمارات وتوفير التمويل للمشروعات الإنتاجية، بما يساهم في استقرار الاقتصاد الوطني وتعزيز ثقة المستثمرين.
سوق دمشق يعود بعد توقف 6 أشهر
وكان سوق دمشق للأوراق المالية قد أعيد افتتاحه رسميًا في 2 يونيو/حزيران الماضي، بعد توقف دام نحو ستة أشهر، وسط حضور رسمي واقتصادي لافت، ومشاركة من رجال أعمال ومستثمرين محليين.
وخلال الافتتاح، أكد رئيس مجلس إدارة السوق، فادي جليلاتي، أن السوق مقبل على “مرحلة جديدة من تاريخه الاقتصادي”، مشيرًا إلى أن دوره لن يقتصر على تداول الأوراق المالية، بل سيتسع ليشمل المساهمة الفاعلة في عملية إعادة الإعمار وجذب رؤوس الأموال وربط الاقتصاد السوري بالاقتصاد العالمي.
بدوره، وصف المدير التنفيذي للسوق، باسل أسعد، يوم الافتتاح بـ”اليوم التاريخي لسوريا”، مؤكدًا استعداد السوق للعب دور أكبر في المرحلة القادمة، من خلال تنمية الاستثمارات وتعزيز الثقة في الاقتصاد الوطني.