زيمبابوي تواجه عودة خطيرة للملاريا بعد وقف التمويل الأميركي

حذر خبراء صحيون من أن الملاريا عاودت الانتشار بشكل واسع في زيمبابوي عقب قرار الولايات المتحدة وقف مساعداتها، إذ سجّلت السلطات الصحية 115 بؤرة للتفشي عام 2025، مقارنة ببؤرة واحدة فقط في العام الماضي.
ووفقًا للخبراء، فإن انسحاب التمويل الأميركي يهدد بتعطيل الأبحاث المتعلقة بالمرض، ويضعف قدرة البلاد على تنفيذ برامج الاستجابة الوطنية، مما انعكس سريعًا على أرض الواقع.
قفزة مقلقة في الإصابات والوفيات
تُظهر بيانات وزارة الصحة في زيمبابوي أن الإصابات ارتفعت بنسبة 180% خلال الأشهر الأربعة الأولى من 2025، بينما قفزت الوفيات بنسبة 218%، حيث تم تسجيل 143 وفاة منذ بداية العام، مقابل 45 وفاة فقط في الفترة نفسها من العام الماضي.
وبحسب الأرقام الرسمية، تجاوز عدد الإصابات 119 ألف حالة حتى نهاية يونيو/حزيران 2025، وهو ما وصفه خبراء بأنه عودة إلى مستويات وبائية مقلقة بعد عقدين من التقدم في مكافحة المرض.
عجز في وسائل الوقاية
النقص في التمويل انعكس بشكل مباشر على أبسط أدوات الوقاية، إذ أعلنت وزارة الصحة في مايو/أيار الماضي توزيع 1.6 مليون ناموسية معالجة بالمبيدات، لكنها أقرت بوجود عجز قدره 600 ألف ناموسية بعد توقف الدعم الأميركي.
وقال إيتاي روسيك، مدير مجموعة العمل المجتمعي في وزارة الصحة، إن العجز الحالي يهدد بتقويض المكاسب التي حققتها زيمبابوي على مدى العقدين الماضيين. وأضاف: “من دون ناموسيات وأدوية وقائية للنساء الحوامل، سنفقد المزيد من الأرواح، ومع غياب أدوات الفحص والعلاجات الأساسية، سترتفع معدلات الإصابة والوفيات بشكل كبير”.
ويُعد الأطفال دون سن الخامسة عشرة من الفئات الأكثر عرضة للإصابة، حيث يشكّلون نحو 14% من إجمالي الحالات المسجلة.
تحديات أمام خطة القضاء على المرض
تسعى زيمبابوي إلى القضاء على الملاريا بحلول عام 2030، تماشياً مع أهداف الاتحاد الأفريقي، عبر إستراتيجيات تشمل التوعية المجتمعية، وتوزيع الناموسيات، ورش المبيدات، وتحسين أنظمة المراقبة.
لكن وزير الصحة السابق هنري مادزوريرا شدد على ضرورة تعبئة الموارد المحلية لتجاوز فجوة التمويل، مقترحًا توجيه ضرائب إضافية لصالح القطاع الصحي لتقليل الاعتماد على المانحين الخارجيين.
من جهته، اعترف نائب وزير الصحة سليمان كوديني بأن انسحاب الدعم الأميركي أحدث فجوة كبيرة في جهود المكافحة، لكنه أكد أن الحكومة تعمل على شراء الاحتياجات العاجلة ومواصلة تنفيذ خطتها للقضاء على الملاريا بحلول 2030.
📌 خلاصة: عودة الملاريا بهذه القوة في زيمبابوي تكشف هشاشة أنظمة الصحة في مواجهة الأزمات التمويلية، وتضع البلاد أمام تحدي ملحّ لتأمين موارد بديلة تضمن استمرار برامج الوقاية والعلاج، وحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر.