زراعة الخلايا الجذعية تعيد الأمل لمرضى السكتة الدماغية: دراسة سويسرية-أميركية واعدة

كشف باحثون من جامعة زيورخ السويسرية بالتعاون مع جامعة جنوب كاليفورنيا الأميركية عن نتائج واعدة تشير إلى أن زراعة الخلايا الجذعية العصبية قد تعالج الضرر الناتج عن السكتة الدماغية، مستعادةً بعض الوظائف الحركية وتجديد الخلايا العصبية، وهو ما يمثل تقدماً بارزاً في مجال علاج اضطرابات الدماغ. وقد نشرت نتائج الدراسة في مجلة Nature Communications في 16 سبتمبر/أيلول، كما تناولها موقع يوريك أليرت.

حجم المشكلة الصحية

وفق الإحصاءات، يصاب واحد من كل أربعة بالغين بسكتة دماغية خلال حياتهم، ما يترك آثاراً صحية شديدة مثل الشلل الجزئي أو ضعف الكلام. ويحدث هذا الضرر نتيجة النزف الداخلي أو نقص إمدادات الأكسجين للدماغ، ما يؤدي إلى موت الخلايا العصبية بشكل دائم، مع غياب علاجات حالية لإصلاح هذه الأضرار.

آفاق العلاج بالخلايا الجذعية

قال كريستيان تاكنبرغ، الرئيس العلمي لقسم التنكس العصبي في معهد الطب التجديدي بجامعة زيورخ والباحث المشارك بالدراسة:
“لهذا السبب، من الضروري استكشاف أساليب علاجية جديدة لتجديد الدماغ بعد الأمراض أو الإصابات”. وأضاف: “أظهرت نتائجنا أن الخلايا الجذعية العصبية لا تكتفي بتكوين خلايا عصبية جديدة فحسب، بل تحفّز أيضاً عمليات تجديد أخرى مهمة”.

منهجية الدراسة

استندت الدراسة إلى خلايا جذعية عصبية بشرية قادرة على التحول إلى أنواع مختلفة من خلايا الجهاز العصبي. وقد استُخلِصت هذه الخلايا من خلايا جذعية محفّزة متعددة القدرات، والتي يمكن تصنيعها من خلايا جسدية بشرية طبيعية.

وعمد الباحثون إلى تحفيز سكتة دماغية دائمة لدى الفئران، مشابهة إلى حد كبير لأعراض السكتة الدماغية لدى البشر. كما تم تعديل الحيوانات وراثياً لتجنب رفض الخلايا الجذعية البشرية. وبعد أسبوع من حدوث السكتة، زُرعت الخلايا الجذعية العصبية في المنطقة المصابة من الدماغ، وتمت متابعة النتائج باستخدام أساليب التصوير المتقدمة والتحليلات الكيميائية الحيوية.

النتائج والتجدد العصبي

أوضح تاكنبرغ: “تبين أن الخلايا الجذعية بقيت حية طوال فترة الدراسة التي استمرت خمسة أسابيع، وتحولت أغلبها إلى خلايا عصبية تواصلت بالفعل مع خلايا الدماغ القائمة”.

ولم تقتصر النتائج على توليد خلايا عصبية جديدة، بل لوحظت أيضاً علامات تجدد إضافية، شملت:

• تكوين أوعية دموية جديدة
• تخفيف الاستجابة الالتهابية في الدماغ
• تحسين سلامة الحاجز الدموي الدماغي

أهمية الدراسة

تمثل هذه النتائج خطوة مهمة نحو تطوير علاجات تجديدية للسكتة الدماغية، مع إمكانية تطبيقها مستقبلاً على البشر، خصوصاً أن العلاج يفتح آفاقاً لإعادة الوظائف الحركية والمعرفية، ويقلل من المضاعفات العصبية الطويلة الأمد.

يمكن القول إن هذه الدراسة تشكل أملًا واعدًا لمرضى السكتة الدماغية، حيث تقدم حلًا مبتكرًا لإصلاح الضرر الدماغي، وهو مجال لطالما كان يمثل تحدياً طبياً كبيراً.