اقتصاد

رئيس الوزراء الصيني يؤكد التزام بلاده بالعولمة في مواجهة التشرذم التجاري العالمي

أكد رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، خلال كلمته أمام منتدى التنمية الصيني السنوي الذي عُقد الأحد في بكين، أن الصين ستواصل التمسك بـ”الاتجاه الصحيح للعولمة الاقتصادية” رغم تصاعد التحديات والتشرذم الذي يهدد النظام التجاري العالمي، في إشارة غير مباشرة إلى السياسات التجارية التي تبناها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

ويأتي انعقاد المنتدى في وقت تتصاعد فيه المخاوف من تجدد التوترات التجارية بين بكين وواشنطن، لا سيما في ظل إمكانية عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وهو ما يُنظر إليه على أنه تهديد مباشر لصادرات الصين.

وفي أعقاب جائحة كوفيد-19، تسعى الصين لإعادة توجيه اقتصادها نحو الاستقرار من خلال تحفيز الاستهلاك المحلي وتعزيز دورها كمدافع عن النظام الاقتصادي متعدد الأطراف، في وقت يواصل فيه ترامب استهداف شركاء تجاريين رئيسيين للولايات المتحدة، من ضمنهم الصين وكندا والمكسيك، بفرض تعريفات جمركية إضافية.

وقال لي تشيانغ أمام حشد من المسؤولين ورجال الأعمال الصينيين والدوليين:

“ستقف الصين بثبات على الجانب الصحيح من التاريخ، إلى جانب العدالة والإنصاف، وستتصرف بمسؤولية في وجه الاضطرابات العالمية”.

وشدد رئيس الوزراء على أن بكين “ستتمسك بمسار العولمة الاقتصادية الحقيقي، وستواصل الدفاع عن التعددية وتعزيز الاستقرار والثقة في النظام العالمي”، محذرًا في الوقت ذاته من أن “التشرذم الاقتصادي يتزايد، وحالة عدم الاستقرار وعدم اليقين أصبحت أكثر وضوحًا”.

انفتاح على الحوار

وفي الأسابيع الأخيرة، أعربت الصين عن استعدادها للدخول في حوار بنّاء مع الولايات المتحدة، حيث التقى السيناتور الأميركي ستيف داينز، السبت، بنائب رئيس الوزراء الصيني للشؤون الاقتصادية “هي ليفينغ” خلال زيارته إلى بكين، في محاولة واضحة لتهدئة التوترات.

ومن المرتقب أن يلتقي داينز برئيس الوزراء الصيني لمناقشة قضايا خلافية أبرزها تدفق الفنتانيل من الصين إلى الولايات المتحدة، وهي مادة مخدرة تُتهم بكين بعدم السيطرة على تصدير مكوناتها، ما أسهم في تفاقم أزمة المخدرات الأميركية.

وكان ترامب قد تعهد بفرض مزيد من الرسوم الجمركية على الصين إذا فشل الجانب الصيني في وقف تدفق هذه المواد، وهو ما تعتبره بكين تسييسًا غير مبرر لقضية معقدة، مؤكدة أنها تتخذ بالفعل إجراءات صارمة ضد الاتجار غير المشروع بالمخدرات.

وقال “هي ليفينغ” خلال لقائه بالسيناتور الأميركي:

“نحن نعارض بشدة تسييس القضايا الاقتصادية والتجارية واستغلالها لتحقيق مكاسب سياسية”، مضيفًا أن بلاده مستعدة لـ”حوار صريح وبنّاء” لحل الخلافات.

وأشار إلى أن هناك “مجالات واسعة للتعاون بين البلدين ومصالح مشتركة لا يمكن تجاهلها”، رغم التوترات الحالية.

تداعيات الرسوم الجمركية

منذ تولي ترامب منصبه في يناير 2017، فرض سلسلة من الرسوم الجمركية على الصادرات الصينية، بلغت في مجموعها زيادة تقدر بـ20%، ما شكل ضغطًا مباشرًا على الاقتصاد الصيني.

ورغم أن صادرات الصين سجلت مستويات قياسية العام الماضي، فإن خبراء يحذرون من أن استمرار التوترات التجارية قد يجبر بكين على تعديل استراتيجياتها الاقتصادية والبحث عن بدائل لتعزيز النمو الداخلي والتوسع في أسواق جديدة.

وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، تسعى الصين إلى تأكيد التزامها بالانفتاح الاقتصادي والحوار الدولي، في وقت تبدو فيه آفاق التجارة العالمية أكثر ضبابية من أي وقت مضى.

زر الذهاب إلى الأعلى