دو كوون.. من “عبقري العملات المشفرة” إلى المتهم بأكبر عملية احتيال في تاريخها

أقرّ رائد الأعمال الكوري الجنوبي دو كوون، البالغ من العمر 33 عاماً، بالذنب في تهمتي التآمر للاحتيال والاحتيال الإلكتروني، بعد انهيار مشروعه للعملات المشفرة الذي كبّد المستثمرين خسائر تُقدّر بنحو 40 مليار دولار عام 2022.
كوون، الشريك المؤسس لشركة تيرالابس (Terraform Labs) في سنغافورة، كان وراء تطوير عملتي تيرا يو إس دي (TerraUSD) ولونا (Luna)، واللتين تم الترويج لهما كابتكار نوعي في عالم العملات المشفرة. فقد سوّقت “تيرا يو إس دي” على أنها عملة مستقرة مرتبطة بالدولار الأميركي، بينما اعتُبرت “لونا” عملة مرافقة لها. وجذبت الفكرة مليارات الدولارات واستحقت حينها وصفه في الإعلام الكوري بـ”العبقري”.
لكن الحلم انهار سريعاً. ففي مايو/أيار 2022 دخلت العملتان في دوامة سقوط مدوية، اعتبرها الخبراء بمثابة مخطط هرمي ضخم تسبّب في خسارة مئات الآلاف من المستثمرين لمدخراتهم.
من البراءة إلى الاعتراف بالذنب
كان كوون قد نفى التهم في يناير/كانون الثاني، عندما وُجهت إليه تسع اتهامات تشمل الاحتيال بالأوراق المالية والسلع، وغسل الأموال. لكنه عاد واعترف في محكمة بنيويورك بذنبه في تهمتين، ضمن اتفاق مع مكتب المدعي العام الأميركي في مانهاتن.
المدعي العام الأميركي وصف القضية بأنها “واحدة من أكبر عمليات الاحتيال في التاريخ”، مؤكداً أن كوون استغل الحماسة العالمية للاستثمار في العملات الرقمية لتضليل الأفراد والمؤسسات.
عقوبات محتملة وتسوية ضخمة
يواجه كوون حكماً قد يصل إلى 25 عاماً سجناً، يُنتظر صدوره في 11 ديسمبر/كانون الأول المقبل، رغم أن الادعاء وافق على المطالبة بعقوبة لا تتجاوز 12 عاماً مقابل إقراره بالذنب.
وكان كوون قد وافق في عام 2024 على تسوية مدنية بقيمة 4.55 مليارات دولار مع هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، تضمنت دفع غرامة شخصية قدرها 80 مليون دولار، ومنعه من ممارسة أي أنشطة مرتبطة بالعملات المشفرة.
تفاصيل الخداع
بحسب المدعين، عندما فقدت “تيرا يو إس دي” ارتباطها بالدولار في مايو/أيار 2021، زعم كوون أن خوارزمية تُعرف باسم “بروتوكول تيرا” أعادت التوازن للعملة. غير أن التحقيقات كشفت أنه رتّب سراً لشركة تداول عالية التردد شراء ملايين الدولارات من العملة لدعم سعرها بشكل مصطنع.
هذه المزاعم الكاذبة دفعت المستثمرين لضخ أموال إضافية في منتجات تيرالابس، ما رفع القيمة السوقية لـ”لونا” إلى 50 مليار دولار بحلول ربيع 2022، قبل الانهيار الكارثي.
رحلة الاعتقال والتسليم
تم توقيف كوون في مارس/آذار 2024 بمطار بودغوريتشا في الجبل الأسود أثناء محاولته السفر بجواز سفر كوستاريكي مزور في طريقه إلى دبي. وبعد تسليمه للولايات المتحدة، وُضع رهن الاحتجاز، بينما لا تزال تنتظره قضايا أخرى في كوريا الجنوبية.
وفي جلسة المحاكمة الأخيرة، قدّم كوون اعتذاراً قائلاً: “لقد أدليت بتصريحات كاذبة ومضللة.. ما فعلته كان خطأ”.