دراسة طبية: العلاج الإشعاعي منخفض الجرعة يثبت فعاليته في تخفيف آلام التهاب المفاصل
كشفت ثلاث فرق بحثية من سان فرانسيسكو، خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية لعلاج الأورام الإشعاعي، عن نتائج واعدة لاستخدام العلاج الإشعاعي بجرعات منخفضة لعلاج حالات التهاب المفاصل الخفيف إلى المتوسط، معتبرة أنه خيار آمن وفعّال في إدارة الألم وتحسين الوظائف الجسدية.
وأظهرت تجربة عشوائية نُفذت في كوريا وشملت 114 مشاركًا يعانون من التهاب مفصل الركبة، أن المرضى الذين تلقوا جرعة قدرها 3 وحدات جراي موزعة على 6 جلسات شعروا بتحسن كبير في مستوى الألم وأداء المفصل، مقارنة بجرعات الإشعاع التقليدية المستخدمة لعلاج السرطان والتي تتراوح عادة بين 45 و60 جراي.
وبعد أربعة أشهر من المتابعة، سجّل 70% من المشاركين الذين تلقوا الجرعة المنخفضة تحسنًا ملحوظًا في اثنين على الأقل من ثلاثة معايير تشمل الألم والوظائف الجسدية والحالة العامة، مقابل 42% فقط لدى من خضعوا لعلاج وهمي. كما أظهرت التجربة أن الجرعات المنخفضة جدًا (0.3 جراي) لم تحقق نتائج أفضل من التدخل الوهمي.
وفي دراسة أميركية منفصلة، أفاد الباحثون بأن 84% من أصل 103 مرضى تلقوا علاجًا إشعاعيًا لالتهاب المفاصل في اليدين أو الركبتين أو مفاصل أخرى شهدوا تحسنًا في مستوى الألم، مع ملاحظة تقارب النتائج بين الفئات العمرية والأوزان والجنسين.
من جانبه، أشار الدكتور بيونج هيوك كيم من كلية الطب بجامعة سول الوطنية، الذي قاد الدراسة الكورية، إلى أن العلاج الإشعاعي منخفض الجرعة يُستخدم على نطاق واسع في أوروبا لتخفيف آلام المفاصل، إلا أن البيانات المستندة إلى تجارب عشوائية قوية كانت محدودة سابقًا. وأضاف أن الجرعات المستخدمة في علاج التهاب المفاصل أقل بكثير من تلك المعتمدة في علاج السرطان، وأن استهداف المفاصل البعيدة عن الأعضاء الحيوية يقلل من احتمال حدوث آثار جانبية.
وفي سياق متصل، تابع باحثون ألمان أكثر من 4600 مريض مسن تلقوا علاجًا إشعاعيًا بين عامي 1994 و2010، ولم تُسجل سوى ثلاث حالات محتملة لسرطان الأورام الصلبة خلال 15 عامًا من المتابعة، بينها حالتان من سرطان الجلد من نوع الخلايا القاعدية. وأكد الباحثون أن المخاطر المرتبطة بحدوث أورام خبيثة صلبة تُعد منخفضة للغاية لدى كبار السن.
لكن الدراسة أشارت إلى أن نحو 1.4% من المرضى أصيبوا بسرطان الدم، خصوصًا عند توجيه العلاج قرب نخاع العظم المسؤول عن إنتاج خلايا الدم، ما دفع الباحثين إلى التوصية باستخدام هذا النوع من العلاج بحذر عند استهداف منطقة الكتف والجذع.
وتفتح هذه النتائج آفاقًا جديدة لعلاج آلام المفاصل لدى المرضى الذين لا يستجيبون للعلاجات التقليدية، مع التأكيد على أهمية التقييم الطبي الدقيق وتحديد الجرعات المناسبة لضمان تحقيق فوائد علاجية مع الحد الأدنى من المخاطر.
