دراسة دولية: مزيج دوائي يطيل عمر الفئران بنسبة 30% ويكافح الشيخوخة

كشف فريق دولي من الباحثين عن نتائج واعدة لعلاج مركب يجمع بين دواءي راباميسين (Rapamycin) وتراميتينيب (Trametinib)، أظهر قدرة على إطالة عمر فئران المختبر بنسبة تصل إلى 30%، مع تحسينات ملحوظة في الصحة العامة خلال مرحلة الشيخوخة.
وبحسب الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature Aging بتاريخ 28 مايو/أيار الماضي، فإن الجمع بين الدواءين ساهم في تقليل الالتهابات المزمنة في الدماغ والأنسجة، وتأخير ظهور السرطان، وهما عاملان رئيسيان في تدهور الصحة المرتبط بالتقدم في العمر.
وأُجريت الدراسة بالتعاون بين معهد ماكس بلانك لبيولوجيا الشيخوخة في كولونيا، ألمانيا، وكلية لندن الجامعية في المملكة المتحدة. وقد لاقت الدراسة اهتمامًا واسعًا، وكتبت عنها مجلة نيوزويك الأميركية.
تحسين الصحة دون وعود بإطالة العمر البشري
وعلقت أستاذة علم الوراثة في كلية لندن الجامعية، البروفيسورة دام ليندا بارتريدج، على نتائج الدراسة بالقول:
“لا نتوقع أن تكون الزيادة في العمر لدى البشر مماثلة لما لاحظناه في الفئران، لكننا نأمل أن تساهم هذه الأدوية في الحفاظ على الصحة وتجنب الأمراض في المراحل المتقدمة من العمر.”
أدوية معروفة بفعاليتها في علاج السرطان
الراباميسين هو دواء معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، ويُستخدم لعلاج المرضى بعد زراعة الكلى، بالإضافة إلى بعض أنواع السرطان، وقد أثبت فاعليته في الوقاية من علامات الشيخوخة.
أما تراميتينيب، فهو من مثبطات الكيناز، ويعمل على تعطيل إشارات انقسام الخلايا السرطانية، ويُستخدم لعلاج أنواع معينة من الميلانوما، سواء بشكل منفرد أو بالاشتراك مع أدوية أخرى.
مفعول مزدوج يتجاوز التأثيرات الفردية
أظهرت النتائج أن تأثير الجمع بين الدواءين يفوق ما يمكن تحقيقه باستخدام كل منهما على حدة؛ إذ زاد تراميتينيب متوسط عمر الفئران بنسبة 5 إلى 10%، بينما حقق راباميسين زيادة تتراوح بين 15 و20%. لكن عند استخدامهما معًا، وصلت الزيادة إلى 30%، في دليل على تفاعل دوائي يولّد تأثيرات جينية إضافية.
ويعمل الفريق البحثي حاليًا على تحديد الجرعة المثلى لدواء تراميتينيب بما يحقق أقصى استفادة ممكنة مع تقليل الآثار الجانبية.
نحو تجارب سريرية بشرية
من جهته، صرّح الدكتور سيباستيان غرونكي، عالم الأحياء وأحد المشاركين في الدراسة من معهد ماكس بلانك:
“تراميتينيب، خصوصًا عند دمجه مع راباميسين، يُعد من الخيارات الواعدة لتجارب سريرية مستقبلية تهدف إلى إبطاء الشيخوخة لدى البشر.”
واختتمت بارتريدج بالتأكيد على أهمية إجراء مزيد من الأبحاث البشرية قائلة:
“في السنوات القادمة، ستُساهم الدراسات السريرية في تحديد الفئات المستفيدة من هذه الأدوية وكيفية تطبيقها بأمان وفعالية على الإنسان.”






