دراسة جديدة تكشف تأثير قلة النوم على أدمغة المصابين بالصداع النصفي

كشفت دراسة حديثة أن القشرة المخية (Cerebral Cortex) لدى الأشخاص المصابين بالصداع النصفي تستجيب للألم بشكل مختلف عن غيرهم عند عدم حصولهم على قسط كافٍ من النوم. وتعد القشرة المخية تجمعًا معقدًا من الخلايا العصبية التي تغطي الجزء الخارجي للدماغ وتتحكم في العديد من الوظائف الحسية والمعرفية.
أُجريت الدراسة في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، ونُشرت نتائجها في مجلة Cephalalgia العلمية في مارس/آذار الماضي، كما أوردها موقع EurekAlert.
الصداع النصفي وتأثيراته على الحياة اليومية
الصداع النصفي من أكثر الأمراض العصبية المسببة للإعاقة المؤقتة، إذ يتميز بصداع نابض مصحوب بحساسية مفرطة للضوء والصوت، إضافة إلى الغثيان والقيء. ويعد السبب الرئيسي لعدم القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية لدى الفئة العمرية بين 16 و50 عامًا.
ويقول بيتر مو أوملاند، الطبيب وزميل ما بعد الدكتوراه بالجامعة النرويجية وأحد المشاركين في البحث:
“هذه سنوات حاسمة في حياة الأفراد على مستوى الدراسة والمهنة. الصداع النصفي يشكل عبئًا ثقيلًا على المصابين به وعلى المجتمع بأكمله.”
ويضيف:
“من المعروف أن النوم يساعد على التخفيف من حدة الصداع النصفي، لكن في المقابل يمكن أن تبدأ النوبات أثناء النوم أو بعده. العديد من المرضى يؤكدون أن اضطرابات النوم هي المحفز الأول لهذه النوبات.”
وتشير الدراسات السابقة إلى أن مرضى الصداع النصفي يعانون غالبًا من انخفاض جودة النوم، وزيادة التعب النهاري، واضطرابات نوم أكثر مقارنة بالأشخاص الأصحاء، كما يرتبط الأرق بزيادة خطر الإصابة بالصداع النصفي.
تفاصيل الدراسة وآليات الفحص
شارك في الدراسة 140 متطوعًا تم تقسيمهم إلى مجموعتين:
- مجموعة مصابة بالصداع النصفي.
- مجموعة من الأفراد الأصحاء.
خضع المشاركون لفحصين في أوقات مختلفة: مرة بعد ليلتين من النوم الطبيعي، ومرة أخرى بعد ليلتين من قلة النوم. طُلب منهم تدوين مذكرات عن نومهم، إضافة إلى استخدام أجهزة إلكترونية لتسجيل البيانات الخاصة بجودة ومدة النوم.
أثناء الفحص، ارتدى المشاركون قبعات مزودة بأقطاب لتخطيط كهربية الدماغ (EEG) لقياس نشاط الدماغ. كما تعرضوا لنوعين من تحفيز الألم:
- التحفيز بالليزر.
- التحفيز الكهربائي.
هذه الإجراءات مكنت الباحثين من دراسة استجابة الدماغ لإشارات الألم بعد فترات من قلة النوم.
نتائج الدراسة: استجابة مختلفة للألم
قال أوملاند:
“لم يكن أيٌّ من الاختبارات خطيرًا، لكنه كان مزعجًا بوضوح. ما لاحظناه هو أن الآليات التي يفترض أن تقلل من الألم لا تعمل بالشكل ذاته لدى المصابين بالصداع النصفي، إذ لا ينخفض الألم لديهم بنفس الدرجة التي يُسجلها الأصحاء.”
تؤكد هذه النتائج أن اضطراب النوم يلعب دورًا أساسيًا في زيادة شدة نوبات الصداع النصفي، ما يعزز أهمية تحسين جودة النوم كخطوة أساسية في خطط العلاج.