دراسة: تلوث الهواء يهدد صحة عظام النساء بعد انقطاع الطمث

كشفت دراسة علمية حديثة أن التعرض لتلوث الهواء قد يُلحق أضراراً ملحوظة بصحة العظام لدى النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، ما يسلط الضوء على خطر صحي إضافي مرتبط بالتلوث البيئي.
ونُشرت الدراسة في دورية “Journal of Bone and Mineral Research” المتخصصة في أبحاث العظام، وقام بها فريق من الباحثين بكلية الطب في جامعة ماونت سايناي بمدينة نيويورك. وركزت الدراسة على فهم الاستجابات الكيميائية داخل الجسم نتيجة التعرض للملوثات الجوية، وتأثيرها المحتمل على بنية العظام.
وشملت الدراسة 278 امرأة من المشاركات في مبادرة صحية موسعة لمتابعة الحالة الصحية للنساء، حيث تم تتبع بيانات تلوث الهواء في المناطق التي يعشن فيها، ومقارنتها بكثافة العظام لديهن على مدى فترة امتدت لنحو 9 سنوات.
وأظهرت النتائج أن التعرض طويل الأمد لمواد ملوثة مثل أكسيد النتروجين، وثاني أكسيد النتروجين، وثاني أكسيد الكبريت يرتبط بانخفاض كثافة معادن العظام في مناطق مختلفة من الجسم. وعلى عكس ذلك، لم يجد الباحثون أي ارتباط بين الجزيئات الدقيقة في الهواء وصحة العظام.
وقال الدكتور ديدييه برادا، الباحث في مركز أبحاث المساواة الصحية التابع لجامعة ماونت سايناي:
“هذه النتائج لا تمثل مجرد اكتشاف علمي جديد، بل تُعد دعوة جادة إلى ضرورة الرصد المبكر لأي تدهور قد يصيب العظام بسبب التلوث”.
وأضاف في تصريح لموقع “هيلث داي” المتخصص في الشأن الطبي:
“فهم تأثير هذه الملوثات قد يمهّد لتطوير إستراتيجيات علاجية تقلل من تأثيرها على صحة العظام، خصوصاً أن تجنب التعرض للتلوث البيئي بات أمراً بالغ الصعوبة في العديد من المناطق الحضرية”.
وتؤكد هذه الدراسة الحاجة إلى إدراج تلوث الهواء ضمن عوامل الخطر التي تؤثر على صحة النساء بعد سن اليأس، وضرورة تكثيف الجهود لمراقبة البيئة والحد من الملوثات حفاظًا على الصحة العامة.