الصحة

دراسة تكشف: فعالية الأجسام المضادة تعتمد على نسبتها إلى البروتينات الفيروسية.. وآفاق واعدة لتطوير اللقاحات والعلاجات

كشفت دراسة علمية حديثة عن دور حاسم لنسبة عدد الأجسام المضادة إلى عدد البروتينات الفيروسية في تحفيز الخلايا المناعية، مما يفتح آفاقًا واعدة لتحسين فعالية اللقاحات والعلاجات الموجهة ضد الفيروسات والأمراض المناعية.

وأُجريت الدراسة في معهد سكريبس للأبحاث بولاية كاليفورنيا الأميركية، ونُشرت بتاريخ 22 أبريل/نيسان في مجلة سيل ريبورتس (Cell Reports)، كما تناولها موقع EurekAlert في تقرير علمي موسع.

دور محوري للأجسام المضادة

تلعب الأجسام المضادة دورًا جوهريًا في دفاعات الجسم، ليس فقط عبر التعرف على الفيروسات والبكتيريا وتعطيلها، بل أيضًا من خلال تحفيز أنواع أخرى من الخلايا المناعية مثل الخلايا البلعمية والخلايا القاتلة الطبيعية.
وتتشكل الأجسام المضادة على هيئة تشبه الحرف “Y”، حيث ترتبط أذرعها العلوية بالبروتينات الفيروسية، بينما يتفاعل الجزء السفلي المعروف بمنطقة Fc مع الخلايا المناعية.

السؤال العلمي المحوري

رغم معرفة العلماء منذ زمن طويل بآلية تفاعل الأجسام المضادة مع الخلايا المناعية، إلا أن العامل الذي يحدد مدى فعالية هذا التفاعل ظل غامضًا.
وقد ركز الباحثون في هذه الدراسة على بروتين Env الموجود على سطح فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، وهو المسؤول عن تمكين الفيروس من دخول الخلايا البشرية.

النتائج: النسبة هي المفتاح

توصل الباحثون إلى أن فعالية تنشيط الخلايا المناعية لا تعتمد فقط على وجود الجسم المضاد، بل على عدد الأجسام المضادة المرتبطة بكل مجموعة من البروتينات الفيروسية.
فعلى سبيل المثال، كانت الخلايا البلعمية والخلايا القاتلة الطبيعية أكثر فاعلية في تدمير الخلايا المصابة عندما ارتبطت ثلاثة أجسام مضادة بمجموعة من بروتينات Env.
أما في حالة ارتباط جسم مضاد واحد فقط، فقد أظهرت الخلايا البلعمية نشاطًا محدودًا، بينما لم تستجب الخلايا القاتلة الطبيعية بشكل فعّال إلا عندما وُجد جسمان مضادان على الأقل.

تطبيقات واعدة في الطب

تشير هذه النتائج إلى أن تحسين النسبة بين الأجسام المضادة والبروتينات المستهدفة قد يكون له تأثير بالغ في تطوير لقاحات أكثر فعالية، كما قد يفتح آفاقًا جديدة في تصميم الأجسام المضادة العلاجية المستخدمة ضد السرطان وأمراض المناعة الذاتية.
فإذا ثبت أن زيادة تركيز الأجسام المضادة المرتبطة بالخلايا السرطانية يعزز من قدرة الجهاز المناعي على القضاء عليها، فقد يُحدث ذلك تحولًا نوعيًا في استراتيجيات العلاج المناعي مستقبلاً.

زر الذهاب إلى الأعلى