دراسة تكشف دور الجين XPR1 في تعزيز سرطان المبيض وتفتح آفاقاً لعلاجات مناعية جديدة
كشفت دراسة حديثة عن دور محوري للجين “XPR1” في تعزيز نمو سرطان المبيض عبر آليات بيولوجية متعددة، وحدد الباحثون هذا الجين كعامل رئيسي يسهم في زيادة عدوانية المرض من خلال تفاعله مع مسارات خلوية محددة.
وتسلط النتائج الضوء على أهداف علاجية واعدة لسرطان المبيض، وهو من أكثر الأورام الخبيثة تعقيداً وصعوبة في العلاج بسبب ضعف الاستجابة لمثبطات نقاط التفتيش المناعية، وهي أدوية تعمل على منع الخلايا السرطانية من خداع جهاز المناعة والتخفي كخلايا طبيعية.
تعبير مرتفع وتأثير سريري واضح
أوضحت الدراسة أن مستويات تعبير جين XPR1 ترتفع بشكل ملحوظ في أنسجة سرطان المبيض مقارنة بالأنسجة السليمة. ويرتبط هذا الارتفاع بمراحل متقدمة من المرض، وتراجع معدلات البقاء الكلي، وكذلك انخفاض فترة البقاء من دون تطور المرض.
وأظهرت التجارب أن إسكات الجين XPR1 يحد من تكاثر وانتشار خلايا سرطان المبيض، بينما يؤدي الإفراط في التعبير عنه إلى تسريع نموها، مما يثبت دوره الفعّال في تعزيز تطور الورم. ويمثل ذلك أساساً علمياً لإجراء أبحاث مستقبلية تهدف إلى دمج مثبطات نقاط التفتيش المناعية مع منظمات الالتهام الذاتي لتحسين نتائج العلاج.
آلية التأثير عبر الالتهام الذاتي
بيّنت التحليلات أن الجين XPR1 يتفاعل مع البروتين LAMP1 المرتبط بالليزوزومات (الأجسام الحالة) التي تلعب دوراً رئيسياً في عملية الالتهام الذاتي. وقد تبين أن إسكات الجين يزيد من نشاط هذه العملية، بينما يؤدي الإفراط في التعبير عنه إلى كبحها. ويُعرف الالتهام الذاتي بكونه آلية خلوية أساسية للتخلص من البروتينات والمواد التالفة داخل الخلية.
التهرب المناعي وتعزيز فعالية العلاج
إلى جانب دوره في تنظيم الالتهام الذاتي، اكتشفت الدراسة أن الجين XPR1 يساهم في التهرب المناعي، إذ ينظم وجود جزيئات MHC-I على سطح الخلايا السرطانية من خلال آلية الالتهام الذاتي. وأظهر دمج إسكات الجين مع استخدام دواء الكلوروكين –وهو مثبط للالتهام الذاتي– زيادة ملحوظة في عرض هذه الجزيئات، مما مكّن الخلايا التائية القاتلة من التعرف على الخلايا السرطانية والقضاء عليها.
وفي التجارب الحيوانية، ساعد هذا النهج العلاجي المركّب على تقليل نمو الأورام بشكل ملموس، مما يشير إلى أن استهداف الجين XPR1 بالتوازي مع تثبيط الالتهام الذاتي قد يفتح آفاقاً جديدة لتعزيز فعالية العلاج المناعي لسرطان المبيض.
وأُجريت الدراسة على يد باحثين من جامعة تشونغتشينغ الطبية في الصين، ونُشرت نتائجها في مجلة Genes & Diseases بتاريخ 24 يونيو/حزيران، كما تناولها موقع EurekAlert.
