الصحة

دراسة تكشف تدهور جودة أدوية السرطان في أربع دول أفريقية وتهديد حياة المرضى

كشفت دراسة طبية حديثة نُشرت في مجلة The Lancet Global Health أن نحو 20% من الأدوية المستخدمة في علاج أمراض السرطان بأربع دول أفريقية لا تلبي معايير الجودة الضرورية للسيطرة على المرض أو الحد من انتشاره.

وأُجريت الدراسة في كل من كينيا وإثيوبيا وملاوي والكاميرون، وشملت تحليل 200 عينة مأخوذة من مستشفيات وصيدليات محلية، حيث تبين أن واحدًا من بين كل ستة أدوية لا يستوفي المواصفات الصحية المطلوبة.

وحذّر الفريق البحثي، الذي ضم خبراء أمريكيين وأفارقة، من احتمال تلقي عدد كبير من المرضى أدوية غير فعالة أو مزيفة، ما يعرضهم لمخاطر صحية جسيمة.

وأشارت الدراسة إلى أن الجرعات غير الكافية من أدوية مكافحة السرطان قد تؤدي إلى تفاقم المرض وانتشار الأورام داخل الجسم، مما يزيد من تعقيد مراحل العلاج ويقلل فرص الشفاء.

في حين أظهرت دراسات سابقة في أفريقيا تفشي تزوير الأدوية المتعلقة بلقاحات السل والملاريا، فإن هذه الدراسة تمثل الأولى التي تكشف عن وجود أدوية سرطان مغشوشة أو غير مطابقة للمعايير في المنطقة.

ضعف الرقابة وأسباب انتشار الأدوية المغشوشة

عزت الدراسة تفشي هذه الظاهرة إلى عدة عوامل، أبرزها ضعف نظم الرقابة الصحية، وهشاشة آليات توريد العلاجات، إلى جانب أخطاء التصنيع وسوء تخزين الأدوية في ظروف غير ملائمة.

وقالت الباحثة الرئيسية، ماريا ليبرمان من جامعة نوتردام الأمريكية، إن بعض الأدوية المزيفة تكون مغشوشة بالكامل، ما يزيد من الفجوة بين ما هو مكتوب على العبوة والمحتوى الفعلي للدواء، مما يرفع مخاطر الاستخدام الخاطئ.

وأكدت ليبرمان أن اكتشاف الأدوية المغشوشة يظل تحديًا كبيرًا، خصوصًا أن المرضى والأطباء يعتمدون غالبًا على الفحص البصري الذي يقتصر على ملاحظة شكل العبوة أو لون الأقراص والسوائل، وهو ما ثبت عدم كفاءته، إذ تم الكشف عن 75% من الحالات فقط من خلال تحاليل مخبرية متقدمة.

رد فعل منظمة الصحة العالمية

من جانبها، أعربت منظمة الصحة العالمية عن بالغ قلقها إزاء نتائج الدراسة، معلنة نيتها التواصل مع الدول الأربع المعنية لتقييم الوضع بشكل دقيق.

كما دعت المنظمة مجددًا الدول الأفريقية إلى تعزيز أطرها التنظيمية والرقابية لمنع تداول الأدوية المغشوشة أو ذات الجودة الرديئة، خصوصًا في برامج علاج السرطان، حمايةً للمرضى وضمانًا لفعالية العلاج.

زر الذهاب إلى الأعلى