دراسة: بدء العلاج بالستاتينات فورًا يقلل خطر أمراض القلب لدى مرضى السكري بمقدار الثلث

كشفت دراسة حديثة أجريت على أكثر من 7,200 مريض بالسكري أن بدء العلاج بأدوية الستاتينات فور تلقي التوصية الطبية يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تقارب الثلث، مقارنة بمن اختاروا تأجيل العلاج.
ورغم التوصيات الطبية الواضحة باستخدام الستاتينات لمعظم مرضى السكري، فإن ما يقرب من 20% منهم يؤجّلون بدء العلاج، وفقًا لما أعلنه باحثون من مستشفى ماساتشوستس العام ومستشفى بريغهام والنساء في الولايات المتحدة. وقد نُشرت نتائج الدراسة في 13 مايو/أيار الجاري بمجلة جمعية القلب الأميركية، وكتب عنها موقع EurekAlert.
ما هي الستاتينات ولماذا تُستخدم؟
الستاتينات هي فئة من الأدوية التي تُستخدم لخفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) في الدم، وتُعد من العلاجات الفعالة والآمنة وقليلة التكلفة للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، خاصة بين مرضى السكري الذين يُعدون عرضة بشكل خاص لتلك الأمراض.
يرتبط مرض السكري من النوع الثاني باضطرابات في مستويات الدهون، تُعرف طبيًا بـ”خلل الدهون في الدم (Dyslipidemia)”، ويتميز بارتفاع الكوليسترول الكلي والدهون الثلاثية وLDL، إلى جانب انخفاض الكوليسترول الجيد (HDL)، ما يزيد من خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
أهمية توقيت بدء العلاج
وقال الدكتور ألكسندر تورتشين، أستاذ الغدد الصماء في مستشفى بريغهام، والمشرف الرئيسي على الدراسة:
“أوصي دائمًا مرضاي من المصابين بالسكري ببدء علاج الستاتينات في أقرب وقت ممكن، لأن الوقت عنصر حاسم لصحة القلب والدماغ.”
وأضاف: “رغم ذلك، يختار البعض تجربة تعديلات نمط الحياة أو أدوية بديلة قبل اللجوء إلى الستاتينات، لكن هذه البدائل لا تُضاهي فعالية العلاج المبكر بالستاتينات في خفض الكوليسترول وتقليل خطر التصلب الشرياني.”
كيف تحمي الستاتينات القلب والدماغ؟
يساعد العلاج بالستاتينات في منع تراكم اللويحات الشريانية التي تُعيق تدفق الدم الغني بالأكسجين إلى القلب والدماغ. وتتكوّن هذه اللويحات من رواسب دهنية وكوليسترول ونفايات خلوية، وتؤدي إلى تصلب الشرايين، وهو عامل رئيسي في حدوث النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
ولا تزال أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الأول للوفاة والمضاعفات الخطيرة بين مرضى السكري، ما يجعل العلاج الوقائي أولوية في الخطط العلاجية.
نتائج الدراسة بالأرقام
اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات 7,239 مريضًا بالسكري باستخدام تقنية معالجة اللغة الطبيعية (NLP) لتحليل السجلات الصحية الإلكترونية، على مدى 20 عامًا تقريبًا.
ووجد الباحثون أن 17.7% من المرضى رفضوا في البداية العلاج بالستاتينات رغم التوصية الطبية، لكنهم بدأوا بتناوله لاحقًا بعد متوسط فترة تأخير بلغت 18 شهرًا.
وسجّلت الدراسة أن 8.5% من هؤلاء المرضى المتأخرين تعرضوا لنوبة قلبية أو سكتة دماغية، مقارنة بـ6.4% فقط ممن بدأوا العلاج فورًا بعد التوصية الأولى.
التوصيات الطبية
شدد الدكتور تورتشين على ضرورة وعي الأطباء بأثر تأجيل العلاج، وقال:
“على الأطباء استخدام هذه المعطيات في الحوار مع مرضاهم، لضمان اتخاذ قرارات علاجية مبنية على الفهم الكامل للمخاطر، وتقديم النصيحة الفعالة حول أهمية بدء العلاج فورًا.”
تنبيه طبي
إذا لم يُعالج مرض السكري بشكل فعال، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل:
- فقدان البصر
- الفشل الكلوي
- النوبات القلبية
- السكتات الدماغية
- بتر الأطراف السفلية
لذا فإن التشخيص المبكر والالتزام بالعلاج، بما في ذلك الستاتينات عند الحاجة، يُعدّان أساسيين للوقاية من هذه العواقب الخطيرة.