دراسة أميركية: تضاعف حالات سرطان الزائدة الدودية بين مواليد ما بعد 1945

كشفت دراسة أميركية حديثة عن ارتفاع ملحوظ في معدلات الإصابة بسرطان الزائدة الدودية لدى الأميركيين المولودين بعد عام 1945، حيث تضاعفت معدلات التشخيص بأكثر من ثلاث مرات لدى مواليد عام 1980، وبأربعة أضعاف تقريبًا لدى من وُلدوا في منتصف الثمانينيات، وفق نتائج الدراسة التي نشرت في دورية حوليات الطب الباطني (Annals of Internal Medicine) بتاريخ 10 يونيو/حزيران 2024، وتناقلتها عدة وسائل إعلام من بينها مجلة نيوزويك.
ورغم أن سرطان الزائدة الدودية لا يزال من أنواع السرطان النادرة جدًا — إذ يصيب شخصًا إلى شخصين فقط من بين كل مليون نسمة سنويًا — إلا أن هذه الزيادة المتسارعة تثير قلق الباحثين، الذين يرون أن الأجيال الشابة، وخاصة جيل الألفية (المولودون بين 1981 و1996)، قد يواجهون خطرًا متزايدًا بالإصابة مستقبلاً.
تفاصيل الدراسة
أجريت الدراسة في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت في ناشفيل، تينيسي، واستند الباحثون إلى بيانات برنامج SEER التابع للمعهد الوطني الأميركي للسرطان، وهو البرنامج المتخصص في تتبع معدلات الإصابة والنتائج النهائية للأمراض السرطانية. وشملت الدراسة تحليل بيانات 4858 حالة مؤكدة لأشخاص تبلغ أعمارهم 20 عامًا أو أكثر، خلال الفترة الممتدة من عام 1975 إلى عام 2019.
ما هو سرطان الزائدة الدودية؟
ينشأ هذا النوع من السرطان في الخلايا المكوّنة للزائدة الدودية، وهي جيب صغير يُشبه الإصبع يبلغ طوله نحو 9 سنتيمترات، ويتصل بالأمعاء الغليظة. رغم أن الوظيفة الدقيقة للزائدة الدودية لا تزال غير واضحة، فإن بعض النظريات تشير إلى أنها تلعب دورًا في دعم الجهاز المناعي، وقد تم اقتراح أنها تعمل كمأوى آمن للبكتيريا المعوية النافعة.
عوامل الخطر
بحسب “كليفلاند كلينك”، تُعد النساء فوق سن الخمسين أكثر عرضة للإصابة بسرطان الزائدة، إضافة إلى عوامل أخرى مثل:
- التدخين
- التاريخ العائلي للإصابة بالسرطان
- بعض الحالات الصحية مثل:
- التهاب المعدة الضموري
- فقر الدم الخبيث (ناتج عن سوء امتصاص فيتامين B12)
- متلازمة زولينجر إليسون (تسبب قرحًا في المعدة والأمعاء الدقيقة)
الأعراض
غالبًا ما يكون سرطان الزائدة الدودية بلا أعراض واضحة في مراحله المبكرة، ولكن في بعض الحالات قد تظهر أعراض مشابهة لالتهاب الزائدة الدودية وتشمل:
- ألم في البطن أو الحوض
- الانتفاخ
- تراكم السوائل في التجويف البطني
- زيادة غير مبررة في محيط الخصر
- تغيرات في حركة الأمعاء
- الغثيان أو التقيؤ
- الشعور المبكر بالشبع
عوامل خطر عامة للسرطان
تشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى مجموعة من العوامل العامة التي تزيد خطر الإصابة بالسرطان، وتشمل:
- شرب الكحول
- الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)
- السمنة، التي ترتبط بارتفاع خطر الإصابة بـ 13 نوعًا من السرطان، منها:
- سرطان الثدي
- القولون والمستقيم
- المريء
- الكلى
- الكبد
- البنكرياس
- الرحم والمبيضين
- المعدة العلوية
- الغدة الدرقية
- الورم السحائي
التوقعات المستقبلية
يرجّح الباحثون أن معدلات الإصابة بسرطان الزائدة الدودية ستواصل ارتفاعها، خصوصًا في ظل استمرار العوامل البيئية والغذائية وأسلوب الحياة الذي تتبعه الأجيال الحالية. وهو ما يجعل هذا النوع النادر من السرطان تحت مجهر البحث العلمي، سواء لفهم أسبابه أو لتحسين أساليب الوقاية والكشف المبكر.