الصحة

خيط تنظيف الأسنان.. ابتكار ثوري لتوصيل اللقاحات عبر اللثة والأسنان

ابتكر فريق بحثي من جامعة تكساس التقنية في الولايات المتحدة طريقة غير تقليدية لتوصيل اللقاحات، تعتمد على استخدام خيط تنظيف الأسنان لإدخال اللقاح عبر الأنسجة بين الأسنان واللثة. ونشرت نتائج الدراسة في مجلة نيتشر للهندسة الطبية الحيوية، لتفتح الباب أمام مسار جديد قد يغير مستقبل التطعيمات.

الدراسة أظهرت أن هذه التقنية تحفّز إنتاج الأجسام المضادة ليس فقط في مجرى الدم، كما يحدث عند استخدام الحقن التقليدية، بل أيضًا على الأسطح المخاطية مثل بطانة الأنف والرئتين، وهو ما يعزز خط الدفاع الأول للجسم ضد العدوى.

الظهارة الوصلية.. بوابة جديدة للمناعة

يرى الباحثون أن سر نجاح هذه الطريقة يكمن في الظهارة الوصلية، وهي طبقة رقيقة من الأنسجة تقع بين السن واللثة، وتتميز بكونها أكثر نفاذية من غيرها من الأنسجة الظهارية في الجسم. هذا يجعلها منفذًا مثاليًا لإدخال اللقاح وتحفيز استجابة مناعية مزدوجة: في الدم وعلى الأسطح المخاطية.

نتائج مشجعة على حيوانات التجارب

اختبارات أجريت على فئران التجارب بيّنت أن إدخال لقاح الإنفلونزا عبر خيط الأسنان ولّد استجابة مناعية أقوى مقارنة بأساليب أخرى مثل إعطائه تحت اللسان. بل أثبتت التجربة أن هذه التقنية وفرت حماية مماثلة تقريبًا لتلك الناتجة عن إعطاء اللقاح عبر الأنف، مع ميزة إضافية تتمثل في تقليل المخاطر الصحية المرتبطة باللقاحات الأنفية.

قابلية التطبيق على البشر

لتقييم إمكانية تطبيق الفكرة عمليًا، استخدم الباحثون خيط تنظيف الأسنان المغلف بصبغة طعام فلورية على مجموعة من المشاركين. وأظهرت النتائج أن 60% من المادة وصلت بالفعل إلى جيب اللثة، ما يعزز فرضية أن التقنية يمكن أن تكون قابلة للاستخدام اليومي.

مزايا وتحديات

يرى الباحثون أن هذه الطريقة تتمتع بعدة مزايا، أبرزها سهولة الاستخدام، والتخلص من الخوف الشائع من الإبر، إضافة إلى احتمالية أن تكون التكلفة مماثلة لطرق التطعيم الأخرى.

لكن في المقابل، تظل هناك تحديات قائمة، مثل صعوبة تطبيقها على الأطفال الرضع الذين لم تنمو لديهم الأسنان بعد، إلى جانب الحاجة لدراسة فعاليتها لدى المصابين بأمراض اللثة أو التهابات الفم.

آفاق مستقبلية

مع أن التجارب ما تزال في مراحلها المبكرة، فإن نتائجها تفتح آفاقًا واسعة أمام تطوير تقنيات غير تقليدية للتطعيم، قد تجعل من أدوات بسيطة مثل خيط الأسنان وسيلة لتقوية مناعة البشر في مواجهة أمراض خطيرة كـ”كوفيد-19″ والإنفلونزا.

زر الذهاب إلى الأعلى