الأخبار الدولية

حماس تؤكد مواصلة جهودها لإنجاح مفاوضات الدوحة.. وإسرائيل تتحدث عن اقتراب اتفاق مشروط

أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها تواصل العمل من أجل إنجاح جولة المفاوضات غير المباشرة الجارية في العاصمة القطرية الدوحة، سعيًا للتوصل إلى اتفاق شامل يضع حدًا للحرب في قطاع غزة. جاء ذلك في ظل تصريحات لمسؤول إسرائيلي رفيع، الأربعاء، رجّح فيها إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى خلال أسبوع أو أسبوعين، مستبعدًا حدوث اختراق فوري في المفاوضات.

وتبحث الجولة الجديدة من المحادثات غير المباشرة بين وفد من حماس ووفد إسرائيلي، بوساطة دولية، سبل التوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف إطلاق نار ينهي العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأوضح المسؤول الإسرائيلي -الذي فضل عدم الكشف عن هويته- أن التوافق على هدنة مؤقتة لمدة 60 يومًا قد يفتح المجال أمام مقترح إسرائيلي لوقف دائم لإطلاق النار، شرط أن يشمل نزع سلاح المقاومة الفلسطينية. وأضاف: “إذا رفضت حماس هذا الطرح، فإننا سنمضي قدمًا في العمليات العسكرية”.

تزامن ذلك مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، حيث التقى الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب للمرة الثانية خلال يومين، في إطار مناقشة التطورات في غزة. وأشار مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى أن المفاوضات تسير نحو اتفاق لوقف إطلاق النار، بعد أكثر من 21 شهرًا من اندلاع الحرب.

وفي المقابل، صعّد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير من ضغوطه على نتنياهو، مطالبًا بوقف المفاوضات مع حماس والدفع نحو “سحقها بشكل كامل”. وكتب بن غفير -زعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف- في منشور على منصة “إكس” أن استمرار الحديث عن ما وصفها بـ”الصفقات المتهورة” من شأنه تشجيع حماس على تنفيذ عمليات أسر جديدة.

مرونة حماس وتأكيد على الثوابت

من جهتها، جددت حماس تأكيدها على التزامها بالعمل من أجل التوصل إلى اتفاق شامل يضع حدًا للعدوان الإسرائيلي، ويضمن تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتخفيف معاناة سكانه. وذكرت الحركة، في بيان رسمي، أنها أبدت “المرونة اللازمة” تجاوبًا مع المساعي الإقليمية والدولية الجارية، رغم الصعوبات الكبيرة وتعنت الجانب الإسرائيلي.

وأشار البيان إلى أن النقاط الجوهرية التي لا تزال قيد التفاوض تشمل ضمان الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، إضافة إلى إزالة العقبات التي تعرقل تدفق المساعدات الإنسانية.

وفي تصريحات خاصة لـ”الجزيرة نت”، أكد القيادي في حماس طاهر النونو أن الحركة تتعامل بإيجابية مع الوسطاء في الدوحة، وأنها وافقت بالفعل على إطلاق سراح عشرة من الأسرى الإسرائيليين كجزء من التفاهمات الإنسانية الرامية لضمان تدفق المساعدات ووقف العدوان.

وأوضح النونو أن الجولة الحالية من المفاوضات تشهد تحديات كبيرة، إلا أن موقف حماس لا يزال ثابتًا إزاء مطالبها الأساسية، وفي مقدمتها الانسحاب الكامل من القطاع ووقف الحرب بشكل شامل.

مطالب إسرائيلية وواقع إنساني كارثي

في المقابل، تصر إسرائيل على الاحتفاظ بالسيطرة على نحو ثلث قطاع غزة، بما في ذلك منطقة “محور موراغ” بين رفح وخان يونس، كما تسعى للإبقاء على آلية توزيع المساعدات المثيرة للجدل، والتي تتولاها ما تُعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” بدعم أميركي.

ومنذ اندلاع العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل، بدعم مباشر من الولايات المتحدة، تنفيذ حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متحدية بذلك كل النداءات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية التي طالبت بوقف الحرب فورًا.

وقد أسفرت هذه الحرب حتى الآن عن سقوط أكثر من 195 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، فضلاً عن أكثر من 10 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، بالإضافة إلى كارثة إنسانية تمثلت في مجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمدنيين العزل.

زر الذهاب إلى الأعلى