الأخبار الدولية

جدل فلسطيني وإسرائيلي حول خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة

أثارت الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة ردود فعل متباينة بين النازحين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث قوبلت بتشكيك من الجانب الفلسطيني، في حين أبدى الإسرائيليون قدراً من التفاؤل الحذر.

في منطقة المواصي جنوب خان يونس، اعتبر النازح إبراهيم جودة (39 عاماً) من رفح، أن الخطة “غير واقعية”، مؤكداً أنها “وُضعت بشروط تدرك واشنطن وتل أبيب أن حركة حماس لن تقبلها”، مضيفاً أن المقترح لا يقدم أي أفق حقيقي لإنهاء الحرب، بل يرسخ استمرار المعاناة.

أما نصار، وهو نازح من بيت لاهيا، فقد رأى أن الخطة تهدف أساساً إلى استعادة الأسرى الإسرائيليين، واصفاً إياها بأنها “تلاعب بمصير الفلسطينيين”، مؤكداً أن تسليم الأسرى دون ضمانات لوقف الحرب “غير مقبول”.

من جانبه، عبّر أنس سرور، بائع متجول نزح من خان يونس، عن أمله بانتهاء الحرب قائلاً: “لا حرب تدوم إلى الأبد.. ستأتي لحظة فرح تنسينا الألم”. في المقابل، أبدت نجوى مسلم، وهي نازحة من مدينة غزة، يأسها من الخطة ومن الحياة ذاتها، مشيرة إلى أن غزة أصبحت “ركاماً”، وأضافت: “لم أيأس فقط من الصفقة، بل يئست من الحياة، نحن أسرى تحت الاحتلال والنار والعجز”.

على الجانب الآخر، رفع متظاهرون في إسرائيل العلمين الأميركي والإسرائيلي، ولافتات تحمل صور الرهائن، معبرين عن ترقبهم للخطة. وقالت حانا كوهين، قريبة أحد الأسرى، إنها تشعر بـ”تفاؤل ممزوج بالخوف من خيبة أمل جديدة”، في ظل فشل اتفاقيات سابقة. بينما اعتبر غال غورين أن إعلان ترامب “استجابة لنداءات إنهاء الحرب وإعادة الرهائن”، في حين وصفت تسيفي هيتوفسكي الخطة بأنها “خبر جيد جداً”، مؤكدة التزام ترامب بجلب “السلام والازدهار للمنطقة”.

أما أفيف، وهو محامٍ إسرائيلي، فقد شدد على ضرورة “عودة الرهائن ونزع سلاح حماس”، مضيفاً أنه في حال رفض الحركة للخطة “يجب تنفيذها بدونها”.

وبحسب تفاصيل أعلنها البيت الأبيض، تتضمن الخطة إطلاق حوار سياسي بين إسرائيل والفلسطينيين، مع تأكيد عدم احتلال أو ضم غزة. كما تنص على تعليق العمليات العسكرية الإسرائيلية مدة 72 ساعة فور إعلان تل أبيب موافقتها، يتم خلالها إطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء وتسليم رفات القتلى.

وتشمل الخطة انسحاب الجيش الإسرائيلي وفق جداول زمنية مرتبطة بعملية نزع السلاح، والإفراج عن 250 أسيراً محكوماً بالمؤبد و1700 معتقل من سكان غزة. كما تتعهد بإدخال المساعدات بشكل كامل وفوري، مع توسيع نطاقها في المناطق التي يصفها الاتفاق بأنها “خالية من الإرهاب”، إضافة إلى توفير ممر آمن لعناصر حماس الراغبين في مغادرة القطاع.

وأكد البيت الأبيض أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن دعمه للخطة، فيما نقلت مصادر أن حركة حماس وعدت بدراستها بمسؤولية.

زر الذهاب إلى الأعلى