الأخبار الدولية

تصاعد الضغوط الدولية على تايلند وكمبوديا لوقف القتال الحدودي قبيل قمة حاسمة في ماليزيا

تواجه تايلند وكمبوديا ضغوطًا دولية متزايدة لإنهاء الاشتباكات الحدودية الدامية التي دخلت يومها الخامس، وأجبرت أكثر من 100 ألف شخص على الفرار من منازلهم، وذلك قبل انعقاد قمة مرتقبة بين زعيمي البلدين اليوم الاثنين في بوتراجايا الماليزية، بمشاركة وفود من الولايات المتحدة والصين.

وأكد رئيس الوزراء الماليزي، أنور إبراهيم، أن اللقاء سيركز بشكل أساسي على “ضمان وقف فوري لإطلاق النار”، مشددًا على أهمية التهدئة وتجنب مزيد من التصعيد، في وقت تتولى فيه ماليزيا الرئاسة الدورية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).

من جانبه، دعا وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، إلى “وقف فوري وشامل للقتال”، مشيرًا إلى أن بلاده أرسلت دبلوماسيين إلى ماليزيا للمساهمة في جهود الوساطة. وأضاف أن كل من الرئيس دونالد ترامب وروبيو أجروا اتصالات مباشرة مع قادة تايلند وكمبوديا، مؤكدًا حرص واشنطن على إنهاء النزاع بأسرع وقت.

ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الكمبودي، هون مانيت، مع نظيره التايلندي المؤقت، فومتام ويتشايتشاي، بعد ظهر اليوم، في قمة يتوسطها الزعيم الماليزي، وسط تنسيق دبلوماسي مشترك تشارك فيه الصين، حليفة كمبوديا، إلى جانب الولايات المتحدة.

في هذه الأثناء، أعلن العاهل التايلندي، ماها فاجيرالونجكورن، إلغاء فعاليات عامة بمناسبة عيد ميلاده الـ93، داعيًا إلى تركيز الجهود الوطنية على حماية السيادة وتعزيز الأمن القومي.

وكان الرئيس الأميركي ترامب قد أعلن السبت أن الطرفين وافقا على الاجتماع، ملوحًا بفرض “رسوم جمركية باهظة” في حال لم يتم التوصل إلى اتفاقيات تجارية مستقلة، مؤكدًا تطلعه لتوقيعها بمجرد إحلال السلام.

احتدام الاشتباكات وتبادل الاتهامات

ورغم التحضيرات للقمة، استمرت المواجهات المسلحة بين الطرفين، حيث تبادل الجانبان إطلاق النار والاتهامات، خصوصًا حول معبد متنازع عليه يقع ضمن نطاق الحدود المتأزمة.

وأكد الجيش التايلندي أن قناصة كمبوديين متمركزون داخل أحد المعابد، واتهم كمبوديا بحشد قواتها على الحدود وإطلاق صواريخ على الأراضي التايلندية. وذكر في بيان أن القتال مستمر في سبع مناطق حدودية يغلب عليها الطابع الريفي، وتحيط بها أراضٍ زراعية وغابات، يزرع فيها السكان المحليون الأرز والمطاط.

وجاء في البيان أيضًا أن “الوضع لا يزال متوترًا للغاية”، محذرًا من احتمال استعداد كمبوديا لشن “هجوم واسع النطاق” قبل الدخول في المفاوضات.

وفي تصريحات أدلى بها قبيل مغادرته بانكوك، قال رئيس الوزراء التايلندي المؤقت، فومتام، إن بلاده لا ترى دلائل على “حسن نية” من الجانب الكمبودي، مضيفًا: “سنعتمد على أفعالهم في تقييم مدى جديتهم في معالجة هذا النزاع”.

في المقابل، أكدت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الكمبودية، مالي سوشيتا، أن الجيش التايلندي هو من بدأ التصعيد، قائلة: “هذا هو اليوم الخامس الذي تتوغل فيه القوات التايلندية داخل أراضينا مستخدمة الأسلحة الثقيلة”.

ضحايا ونزوح جماعي

وقد اندلعت المواجهات الخميس الماضي، وسط تبادل الاتهامات بين البلدين بشأن المسؤولية عن بدء الأعمال العدائية، بما في ذلك استخدام القنابل العنقودية واستهداف منشآت طبية.

وأسفرت المواجهات حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 35 شخصًا ونزوح أكثر من 200 ألف، في ظل النزاع المزمن بين البلدين حول عدد من المعابد القديمة الواقعة في مناطق حدودية متنازع عليها.

وتقول تايلند إن ثمانية من جنودها و14 مدنيًا لقوا حتفهم، في حين أعلنت كمبوديا عن مقتل خمسة جنود وثمانية مدنيين. كما أفاد الجيش التايلندي بأنه أعاد جثث 12 جنديًا كمبوديًا سقطوا خلال المعارك.

وفي وقت يتواصل فيه النزاع، أعلنت السلطات التايلندية فرار أكثر من 138 ألف شخص من المناطق الحدودية، فيما نزح نحو 80 ألفًا داخل الأراضي الكمبودية.

تحذيرات من تأجيج الكراهية القومية

ومع تصاعد المشاعر القومية، أصدرت الحكومة التايلندية تحذيرًا لمواطنيها طالبتهم فيه بتجنب أي أعمال عنف لفظية أو جسدية ضد المهاجرين الكمبوديين المقيمين في البلاد، في محاولة لاحتواء التوتر الداخلي وتفادي تفاقم الأزمة.

زر الذهاب إلى الأعلى