اقتصاد

تركيا تقطع العلاقات التجارية والجوية مع إسرائيل وتُدين “إبادة” الفلسطينيين — بيان فيدان أمام البرلمان

أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، خلال جلسة برلمانية طارئة اليوم الجمعة، أن أنقرة قطعت العلاقات التجارية مع إسرائيل بالكامل وأن موانئها مغلقة أمام السفن الإسرائيلية، في رد رسمي على ما وصفه بـ”الإبادة والتجويع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.

وحذّر فيدان من أن استمرار إسرائيل في هجماتها المتهورة على فلسطين، وخصوصًا في غزة، قد لا يقتصر تأثيره على الفلسطينيين فحسب، بل قد يؤدي إلى “إشعال المنطقة بأسرها”.

ووصف الوزير الأعمال الإسرائيلية بأنها “إحدى أظلم الصفحات في تاريخ البشرية”، مؤكِّدًا أن إسرائيل “ضربت عرض الحائط القيم الإنسانية بارتكابها جريمة إبادة جماعية في غزة على مرّ عامين أمام أعين العالم”.

وعُقدت الجلسة الطارئة في البرلمان لمناقشة العمليات العسكرية التي بدأها جيش الاحتلال الإسرائيلي في محاولة لاحتلال مدينة غزة، وجاءت بعد أيام من تصريحات استفزازية لرئيس الوزراء الإسرائيلي التي تضمنت اعترافًا بما سُمّي “الإبادة الجماعية للأرمن” عام 1915.

وقال فيدان: “لا يوجد في العالم حاليا بلد اتخذ خطوات متقدمة أكثر من تركيا. لقد نفذنا العديد من الإجراءات الدبلوماسية والقانونية والتجارية”. وأضاف أن أنقرة أوقفت تجارتها مع إسرائيل نهائيًا، وأغلقت موانئها أمام السفن الإسرائيلية، ومنعت السفن التركية من الرسو في موانئ إسرائيلية.

وأشار كذلك إلى حظر دخول سفن الحاويات التي تنقل أسلحة وذخائر إلى إسرائيل إلى الموانئ التركية، ومنع عبور الطائرات العسكرية الإسرائيلية مجالها الجوي. ولم يوضح الوزير ما إذا كانت هناك حزمة جديدة من العقوبات، لكن تصريحات فيدان اعتُبرت أول إعلان رسمي عن قرار منع رسو السفن الإسرائيلية في الموانئ التركية.

من جانبها، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية تصريحات مفادها أن فيدان كان يشرح إجراءات سبق اتخاذها، وأن المقصود من حظر الطيران هو منع الرحلات العسكرية فقط.

وتتبع أنقرة سياسة تقليص تدريجي للعلاقات الاقتصادية مع تل أبيب؛ فعلى سبيل المثال أوردت مصادر تركية أن التجارة مع إسرائيل انخفضت بشكل ملحوظ بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 ومايو/أيار 2024، قبل إعلان إيقاف تصدير أكثر من ألف سلعة في أبريل/نيسان 2024، ومن ثم التوقف الكامل عن العمليات التجارية في مايو/أيار 2024.

وأكد فيدان أن النظام الدولي فشل في تحمّل مسؤولياته أمام المجازر، واتهم إسرائيل بسياسة تجويع تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا، مشيرًا إلى أن “هدف إسرائيل واضح: جعل غزة غير قابلة للعيش لإجبار السكان على الرحيل”. وأضاف أن منع دخول المساعدات أسفر عن آلاف الضحايا في إطار سياسة التجويع.

ولفت الوزير إلى أن السياسات الإسرائيلية العدوانية امتدت لتشمل القدس والضفة الغربية وسوريا وإيران ولبنان، محذِّرًا من أن ذلك يهدف إلى إدخال دول المنطقة في حالة فوضى، ومؤكدًا أن أنقرة تسعى بالتنسيق مع قطر ومصر لإيجاد حل جذري للقضية الفلسطينية.

من جانبه، رحّبت حركة حماس بمواقف تركيا واعتبرت الإجراءات التركية خطوة داعمة للشعب الفلسطيني، داعية الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي لتصعيد الإجراءات العقابية ضد إسرائيل وقطع كافة العلاقات معها لوقف ما وصفته بالإبادة وتدمير سبل الحياة في قطاع غزة.

زر الذهاب إلى الأعلى