تركيا تعزز طموحاتها في الطاقة: إنتاج متزايد من الغاز وشراكات دولية واعدة

أعلن وزير الطاقة التركي، ألب أرسلان بيرقدار، أن إنتاج الغاز الطبيعي من حقل سكاريا الرئيسي في البحر الأسود بلغ نحو 9.5 ملايين متر مكعب يومياً، في مؤشر على تصاعد طموحات أنقرة لتأمين احتياجاتها من الطاقة وتوسيع حضورها في الأسواق الإقليمية والدولية.
وفي تصريحات للصحفيين خلال زيارة لإقليم غيرسون شمال البلاد، أشار بيرقدار إلى أن تركيا تقترب من توقيع اتفاق جديد الشهر المقبل، يسمح لمؤسسة النفط التركية الحكومية (TPAO) وشريك أجنبي بالبدء في عمليات استكشاف قبالة السواحل البلغارية في البحر الأسود. وقال: “نحن على وشك توقيع اتفاقية تخص المنطقة الاقتصادية البلغارية، ومن المرجح أن يتم ذلك في الشهر المقبل”.
ويُعد حقل سكاريا أحد أهم الاكتشافات البحرية في تاريخ تركيا، حيث ساهم العام الماضي وحده بنسبة 6.6% من إجمالي استهلاك الغاز المحلي الذي بلغ 53 مليار متر مكعب، وفقاً لوكالة رويترز.
توسيع رقعة الشراكات
وفي إطار استراتيجيتها لتقليل الاعتماد على الواردات—والتي تغطي أكثر من 90% من احتياجاتها من الطاقة—تسعى تركيا لتوسيع استثماراتها في مجال النفط والغاز عبر تعزيز شراكاتها الدولية، وتطوير مواردها المحلية.
وكشف بيرقدار عن اهتمام بلاده بحقول بحرية جديدة في بحر قزوين، وتحديداً في أذربيجان، إضافة إلى مشاريع استكشافية شمال وجنوب العراق.
وفي القارة الأفريقية، أكد الوزير أن عمليات المسح السيزمي البحري التي تجريها تركيا قبالة سواحل الصومال ستكتمل بحلول نهاية مايو/أيار، على أن يُتخذ قرار بخصوص عمليات الحفر بحلول نهاية العام. وأضاف أن أنقرة وسّعت نطاق عملها في الصومال، مضيفاً ثلاث مناطق برية جديدة إلى تراخيصها البحرية هناك.
كما أبرمت مؤسسة النفط التركية اتفاقيات تعاون مع شركات باكستانية للتقدم بعروض مشتركة للتنقيب قبالة السواحل الباكستانية، في خطوة تعكس توجه أنقرة نحو التنويع الجغرافي لشراكاتها.
وتواصل تركيا أيضاً تعزيز علاقاتها مع تركمانستان، حيث تسعى إلى إقامة شراكات جديدة لتطوير الحقول الغازية، بعد بدء استيراد الغاز الطبيعي منها في الفترة الأخيرة.
تحول في السياسات الاقتصادية
وفي سياق موازٍ، أكد نائب الرئيس التركي، جودت يلماز، أن بلاده تتجه إلى إدارة الاقتصاد الوطني بآليات مرنة ومتطورة، بعيداً عن السياسات التقليدية، في ظل تصاعد الحروب التجارية وتزايد حالة الغموض في الأسواق العالمية.
وأوضح أن التحدي الأكبر الذي تواجهه تركيا في هذا السياق، هو ما وصفه بـ”السياسات العدوانية” التي تنتهجها بعض الدول—وخاصة الصين—في سبيل تعويض خسائرها في السوق الأميركية، ما ينعكس على المنافسة في أسواق أخرى تعتبرها أنقرة حيوية.