ترامب يشيد بأمير قطر ويصف العلاقات بين البلدين بأنها في أعلى مستوياتها تاريخياً

أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، واصفاً إياه بـ”القائد العظيم” الذي قاد بلاده نحو إنجازات كبيرة، مؤكداً أن العلاقات بين الدوحة وواشنطن بلغت أعلى درجاتها في التاريخ.
وجاءت هذه التصريحات خلال زيارة رسمية أجراها ترامب إلى قطر، هي الأولى من نوعها لرئيس أميركي. وقد عقد الزعيمان جلسة مباحثات موسعة استمرت لأكثر من ساعتين، تناولت ملفات ثنائية وإقليمية ذات اهتمام مشترك.
وفي تصريحاته عقب المباحثات، قال ترامب: “قطر لديها قائد عظيم، ونحن نشهد اليوم أوج العلاقات بين بلدينا”. كما أعرب عن فخره لكونه أول رئيس أميركي يزور دولة قطر، مضيفاً: “يشرفني أن أكون أول من يقوم بهذه الخطوة”.
وأشار الرئيس الأميركي إلى النهضة التنموية التي تشهدها قطر، قائلاً: “الشيخ تميم جعل بلاده تفخر بما تحقق من إنجازات عظيمة”، موجهاً له بالقول: “لقد حققتم تقدماً ملحوظاً يستحق الإشادة”.
علاقات استراتيجية وتعاون متصاعد
وأشاد ترامب بقوة الشراكة القطرية الأميركية، مؤكداً أن البلدين يرتبطان بعلاقات متينة يُنتظر أن تشهد مزيداً من التعزيز في المرحلة المقبلة. وأضاف: “قطر تمتلك قيادة متميزة وأسرة حاكمة رائعة”.
كما توجه ترامب بالشكر إلى الشيخ تميم، مشيداً بدوره في دعم جهود التفاوض التي أفضت إلى الإفراج عن آخر رهينة أميركي كان محتجزاً، عيدان ألكسندر، واصفاً ذلك بأنه إنجاز دبلوماسي مهم يُحسب لقطر.
وفي سياق الحديث عن التوترات الإقليمية، أعرب ترامب عن أمله في أن تساهم الدوحة بدور فاعل في تخفيف حدة التصعيد مع إيران، قائلاً: “نأمل أن تساعدنا قطر في هذا الملف الحساس، فقد نتمكن من إنقاذ ملايين الأرواح، ونتطلع إلى تفادي انزلاق الأمور نحو مزيد من التعقيد”.
استقبال رسمي حافل واتفاقيات كبرى
وحظي الرئيس الأميركي باستقبال رسمي كبير في قصر لوسيل، حيث أقام أمير قطر مأدبة عشاء رسمية على شرفه، بحضور حرمه الشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني. وقد جرى استقبال ترامب وفقاً للمراسم التقليدية القطرية، بما في ذلك العرضة القطرية.
وضم الوفد الأميركي المرافق عدداً من كبار المسؤولين، منهم وزراء الخارجية والدفاع والخزانة، إلى جانب كبار مستشاري البيت الأبيض ومبعوثين خاصين. كما شارك في المناسبة ممثلو شركات أميركية كبرى، منها شركة بوينغ التي وقعت عقوداً مع الحكومة القطرية تتجاوز قيمتها 200 مليار دولار.
دور قطري متزايد في الملفات الإقليمية
وتحمل زيارة ترامب إلى قطر زخماً سياسياً كبيراً في ظل الدور المتنامي الذي تلعبه الدوحة في المنطقة، لا سيما في ملفات الوساطة ووقف النزاعات، وفي مقدمتها الحرب في غزة، حيث تعمل قطر على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وفي هذا السياق، نقلت مراسلة قناة الجزيرة في واشنطن، وجد وقفي، أن إدارة ترامب تراهن على الثقل السياسي والدبلوماسي الذي باتت تتمتع به قطر. وأشارت إلى أن غياب إسرائيل عن جدول الزيارة وتوقيع اتفاقيات استراتيجية دون الرجوع إلى تل أبيب يعكس تحولاً واضحاً في الموقف الأميركي تجاه المنطقة.