تحقيق أولي يكشف تفاصيل كمين بيت حانون ومقتل وإصابة 19 جنديًا إسرائيليًا

كشف تحقيق أولي أجراه الجيش الإسرائيلي عن تفاصيل الكمين الذي تعرضت له قوة عسكرية في بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة مساء أمس، والذي أسفر عن مقتل خمسة جنود وإصابة 14 آخرين، بينهم إصابتان خطيرتان، وفق ما أوردته إذاعة الجيش الإسرائيلي.
ووفق التحقيق، فقد استُهدفت القوة خلال عملية تمشيط نفذتها كتيبتان في المنطقة، حيث عبر جنود من كتيبة “نيتسح يهودا” التابعة للواء “كفير” الطريق سيرًا على الأقدام، قبل أن يتم تفجير عبوتين ناسفتين عن بُعد. وأثناء عمليات إخلاء المصابين، تعرضت فرق الإنقاذ لإطلاق نار كثيف من قبل مسلحين، مما أدى إلى وقوع إصابات إضافية وصعّب من عملية الإخلاء، ما استدعى إرسال تعزيزات لإنقاذ الجنود.
وفي سياق متصل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الكمين شمل تفجير أربع عبوات ناسفة بشكل متتالٍ وليس بشكل متزامن، ما يشير إلى درجة عالية من التخطيط والتنسيق. كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن عملية إجلاء القتلى والمصابين تمت باستخدام المروحيات في ظروف معقدة استغرقت عدة ساعات.
مصادر عسكرية إسرائيلية أكدت أن الكمين كان معقدًا ومركبًا، وبدأ بتفجير عبوة ناسفة استهدفت دبابة وقوة عسكرية، أعقبه تفجير ثانٍ استهدف فرق الإغاثة، ثم استُهدفت قوة إنقاذ إضافية جاءت من محور مختلف بعبوة ثالثة. أما العبوة الرابعة، فقد استهدفت الجنود العالقين في الموقع، تلاها إطلاق نار بالأسلحة الخفيفة وهجوم على روبوت هندسي محمّل بالمتفجرات.
وفي أعقاب العملية، نشرت كتائب القسام صورة عبر قناتها على “تلغرام” تضمنت رسالة تهديد مباشرة لإسرائيل جاء فيها: “سندك هيبة جيشكم”، في إشارة إلى مسؤوليتها عن الكمين. كما أعلنت صباح اليوم عن استهداف تجمعات لقوات الاحتلال في منطقة السطر شمال مدينة خان يونس بقذائف الهاون.
وشهدت الأسابيع الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في عمليات المقاومة، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من الجنود والضباط الإسرائيليين، خاصة في مناطق جنوب القطاع مثل خان يونس. وتشير تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن شهر يونيو الماضي كان الأكثر دموية، حيث قُتل خلاله 20 جنديًا وضابطًا، فيما بلغ عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ استئناف الحرب في مارس الماضي 37 قتيلًا و98 جريحًا على الأقل، بينما ارتفع العدد الإجمالي منذ أكتوبر 2023 إلى 887 قتيلًا، بينهم 443 خلال العمليات البرية في غزة.
ردود فعل إسرائيلية
أثار كمين بيت حانون ردود فعل واسعة في إسرائيل، حيث قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن الجنود قتلوا خلال ما وصفها بـ”معركة دحر حماس وتحرير الرهائن”. وظهرت على نتنياهو ملامح التوتر خلال إبلاغه بتفاصيل الحادث أثناء وجوده في البيت الأبيض.
من جانبه، وصف الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ما جرى بأنه “مؤلم”، فيما دعا زعيم المعارضة يائير لبيد إلى إنهاء الحرب “من أجل الجنود وعائلاتهم والرهائن وإسرائيل”، بحسب تعبيره.
أما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، فقد انتقد طريقة إدارة المعارك، داعيًا إلى اتباع أسلوب “استنزاف العدو” بدلًا من تعريض الجنود للمخاطر المباشرة. في حين طالب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بسحب فريق التفاوض الإسرائيلي من الدوحة، ردًا على التطورات الميدانية.وفي السياق ذاته، أعربت النائبة ميراف بن آري من حزب “هناك مستقبل” عن استيائها من استمرار سقوط الجنود في مواقع سبق للجيش أن سيطر عليها عدة مرات، منتقدة دعوات بعض أعضاء الحكومة لمواصلة الحرب دون مراجعة الإستراتيجية الحالية.