اقتصاد

النيجر تؤمم شركة مناجم ليبتاكو وتتهم مجموعة أسترالية بإخلال جسيم

أعلنت السلطات في النيجر تأميم شركة مناجم ليبتاكو، التي تدير المنجم الصناعي الوحيد لاستخراج الذهب في البلاد، متهمة المجموعة الأسترالية ماكينيل ريسورسز بارتكاب “مخالفات جسيمة” أضرت بقطاع يعد من ركائز الاقتصاد الوطني. وتأتي هذه الخطوة في سياق تصاعد سياسة “الاستعادة السيادية” التي يتبناها المجلس العسكري الحاكم.

وأوضحت الحكومة في بيان بثه التلفزيون الرسمي مساء الجمعة أن القرار يهدف إلى “إنقاذ مؤسسة إستراتيجية”، ويتماشى مع رؤية رئيس الجمهورية الساعية إلى تمكين الشعب النيجري من السيطرة الكاملة على موارده الطبيعية.

إخلال بالتزامات استثمارية

ووفق البيان، فإن المجموعة الأسترالية التي استحوذت عام 2019 على 80% من أسهم الشركة، أخفقت في تنفيذ خطة استثمارية بقيمة لا تقل عن 10 ملايين دولار خلال الأشهر الثلاثة الأولى من إدارتها للمنجم. وقد أدى هذا التقصير إلى تدهور الوضع المالي للشركة، وتوقف الإنتاج بشكل متكرر، إضافة إلى تراكم الضرائب غير المسددة، وتأخر دفع الرواتب، وتسريح موظفين، وارتفاع مستويات الاستدانة.

ويُعد منجم ليبتاكو –الواقع في منطقة تيلابيري غربي البلاد– أحد أبرز مواقع إنتاج الذهب في النيجر، حيث بلغ إنتاجه الصناعي عام 2023 نحو 177 كيلوغراماً فقط، مقارنة بـ2.2 طن من الإنتاج الحرفي، وفق بيانات مبادرة الشفافية في الصناعات الاستخراجية.

سياسة تأميم متصاعدة

ويأتي هذا القرار بعد نحو شهرين من تأميم السلطات لشركة “سوماير” التابعة لمجموعة “أورانو” الفرنسية العاملة في قطاع اليورانيوم، في ظل التوتر القائم بين نيامي وباريس منذ الانقلاب العسكري في يوليو/تموز 2023. كما أمرت الحكومة مؤخراً عدداً من العاملين الصينيين في قطاع النفط بمغادرة البلاد، متهمة شركة CNPCNP بعدم احترام القوانين المحلية والتشريعات السارية.

توجه نحو السيادة الاقتصادية

وتعكس هذه الإجراءات المتتابعة اتجاهاً استراتيجياً نحو تقليص الاعتماد على الشركات الأجنبية في القطاعات الحيوية، وتعزيز السيطرة الوطنية على الموارد الطبيعية، في إطار سياسة جديدة يتبناها المجلس العسكري لترسيخ السيادة الاقتصادية منذ توليه السلطة قبل عامين.

زر الذهاب إلى الأعلى