اقتصاد

الصين تمدد قرضًا بملياري دولار لباكستان.. دعم جديد لاقتصاد متعثر

مددت الصين مجددًا الموعد النهائي لسداد قرض بقيمة ملياري دولار لباكستان، في خطوة تعكس استمرار دعم بكين لاقتصاد إسلام آباد الذي يواجه أزمات متفاقمة، وسط جهود الأخيرة لحشد دعم إضافي من الدول الصديقة لإنعاش أوضاعها المالية.

تمديد يمنح متنفسًا ماليًا

أكد خرم شهزاد، مستشار وزير المالية الباكستاني، في تصريحات لوكالة “بلومبيرغ” يوم الأحد، أن الصين وافقت على تمديد القرض لمدة عام إضافي مع اقتراب موعد السداد، ما يمنح إسلام آباد هامشًا أوسع للتعامل مع التحديات الاقتصادية الراهنة.

عبء ديون متزايد ضمن الحزام والطريق

تعد الصين شريكًا رئيسيًا في تطوير البنية التحتية والطاقة بباكستان، ضمن مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس شي جين بينغ. غير أن هذه المشروعات الضخمة أدت إلى تراكم ديون كبيرة على إسلام آباد، ما زاد من تعقيد وضعها المالي.

ورغم ذلك، أكدت بكين أنها لم تمارس أي ضغوط على باكستان لسداد القروض، بل قدمت عدة تمديدات لمواعيد السداد، وتسهيلات في آجال الاستحقاق، مما يعكس نهجها الداعم للشريك الآسيوي.

توقيت حساس ودلالات اقتصادية

يأتي هذا التمديد في وقت تخضع فيه باكستان للمراجعة الأولى لبرنامج قرض بقيمة 7 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، حيث يُنظر إلى هذه المراجعة على أنها مؤشر رئيسي للمستثمرين بشأن مدى تقدم البلاد في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة.

وفي عام 2023، ساعدت التدفقات النقدية من المقرضين الدوليين، وعلى رأسهم الصين، في تجنيب باكستان خطر التخلف عن سداد ديونها، مما يجعل هذه المساعدات المالية عنصرًا محوريًا في استقرارها الاقتصادي.

انعكاسات اقتصادية فورية

بعد الإعلان عن تمديد القرض، سجلت السندات الدولية الباكستانية تحسنًا طفيفًا، حيث ارتفعت قيمة الأوراق المالية المستحقة في 2026 إلى 95.8 سنتًا للدولار، كما صعد المؤشر القياسي للبورصة الباكستانية بنسبة 0.3% بحلول الساعة 11:44 صباحًا بالتوقيت المحلي.

تحديات مستمرة رغم الدعم

ورغم المساعدات المالية المتكررة، لا تزال باكستان تواجه تحديات اقتصادية معقدة، وفقًا لوكالة “بلومبيرغ”، تشمل معدلات تضخم مرتفعة، تفاقم البطالة، وضعف قيمة العملة المحلية. وتسعى الحكومة إلى الموازنة بين تلقي الدعم المالي وتنفيذ إصلاحات هيكلية لتجنب أزمة اقتصادية أعمق.

زر الذهاب إلى الأعلى